عبدالعزيز الكندري
تعتزم مجموعة آبار الاماراتية للاستثمار الاستحواذ على حصة في شركة «فيرجن غالاكتيك»، وهي اول شركة في العالم متخصصة في مجال رحلات الفضاء، علما ان حجم الصفقة يقدر بـ 280 مليون دولار، وسيكون نصيب الشركة الاماراتية 32% من الشركة، وان شركة آبار خصصت مبلغ 100 مليون دولار لتمويل اطلاق الاقمار الاصطناعية.
ابوظبي تستثمر في الفضاء من خلال شرائها حصة مؤثرة في شركة «فيرجن غالاكتيك»، ونحن عاجزون عن العمل وحل مشاكلنا، فكيف يمكن ان نتطور ونصل الى ما وصلوا اليه؟ ولعل قضية المسرحين من القطاع الخاص خير مثال على ذلك، وهذا الوقت الطويل الذي اخذته هذه المشكلة، والحكومة تتحمل جزءا كبيرا من هذا التأخر في حل القضايا العالقة والشائكة، كونها تملك السلطة والمال وجيوش المستشارين، لكن ماذا عن الافراد، ولماذا لا يعمل الفرد الموجود في القطاع الحكومي؟
لدينا حالة من الاحباط والتشاؤم من الواقع الذي نعيش فيه، ولماذا لا يحاول كل فرد تغيير واقعه الى الافضل، ومن كل المستويات، ولعل سماع ما يدور في المجالس والدواوين خير مثال على ذلك، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، وهذا الحديث يبين بجلاء حجم المسؤولية على كل فرد، واعتقد انه يتحمل جزءا من هذه المسؤولية، وهذا يشير اشارة بليغة الى ان المسؤولية تقع على عاتق الجميع ومن دون استثناء، وعلى كل فرد ان يقوم ويفعل ما عليه من واجبات منوطة به، ولماذا يقوم الشخص الذي يتفنن في التهرب من عمله وبأعذار واهية ويستلم راتبه الشهري غير منقوص، وينتقد الحكومة في المساء، لماذا لا يقوم باصلاح نفسه اولا قبل ان ينتقد الآخرين؟
وهناك احاديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم تبين فضل العمل واتقانه، ومنها الحديث الذي يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم «ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه»، ومع كل اسف فإن هذا الاتقان الذي امرنا به مفقود لدى الكثيرين، ماذا لو اتقن كل موظف العمل الذي يوكل اليه؟ ماذا سيكون حال المجتمع ونحن نعيش عالة على المجتمعات المنتجة؟
نحن نعيش في عصر التقدم والتكنولوجيا، ولا مكان فيه للكسالى والخاملين، وعلينا ان نعمل ونحب ما نقوم به لانفسنا وديننا ووطننا، وان الله تعالى يوم القيامة سينظر الى أعمالنا وليس الى انسابنا.
يقول الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى «على الناس ان يتعلموا فاذا علموا فعليهم العمل»، وعن ابي الدرداء رضي الله عنه قال «اني اخاف ان يكون اول ما يسألني عنه ربي ان يقول: قد علمت فما عملت فيما علمت؟».
[email protected]