عبدالعزيز الكندري
في يوميات بوقتادة وبونبيل، دخل بوقتادة على بونبيل ورآه يكتب فقال له «اشقاعد تكتب.. مخدرات.. وطق.. وطلاق؟!» وبونبيل يكتب دون انقطاع، «واحد مدمن مخدرات ويتعاطى، ويطق اخته، وأبوهم سكران، ويكفخ مرته، ويتزوج عليها»، فقال بوقتادة مستغربا ومستهجنا في الوقت نفسه «انت شفيك مخرعنا» وبونبيل مازال مستمرا في الكتابة «وأمهم بالعناية المركزة، وبتموت، وفيها جلطة، وسرطان، وهم اسهال، واخوهم بالسجن، محكوم عليه بالاعدام، وأمه تبجي عليه».
فقال بوقتادة «ولييه، ضيقة خلق، اشقاعد تكتب؟» فأجاب بونبيل وهو مبتسم مع الأسف «قاعد اكتب قصة مسلسل كويتي، حق رمضان».
لقد أصابت يوميات بوقتادة وبونبيل الحقيقة، ومع الأسف فإن المسلسلات والدراما الكويتية، اصبحت الصبغة الغالبة عليها هكذا، ولا تكاد تخرج من عدة مواضيع، الخيانة والقتل والسجن والحزن والكآبة والتفكير بالماضي، وحتى اصبح الطابع العام عن المسلسلات الكويتية هذه الصفات غير الجيدة، والتي تؤثر تأثيرا سلبيا على المجتمع بسبب الافراط في مشاهد الكآبة والحزن والضرب.
لماذا لا تنظر هذه المسلسلات الى الجانب الايجابي في المجتمع، وهناك جوانب ايجابية كثيرة، لماذا لا يتم ذكرها على الأقل؟! وقد يكون هناك جانب سلبي، ولكن ليس بالسوء الموجود والمذكور في المسلسلات الرمضانية وغير الرمضانية، انظر الى اعلانات المسلسلات في شوارع الكويت فترى العجب، فستجد وترى صورة السجن والبؤس والأسى على وجوه اصحابها، في هذه الاعلانات.
ولدي سؤال وهو لماذا لاقى مسلسل «باب الحارة» استحسان جميع الفئات العمرية في المجتمع، ستكون الاجابة بكل بساطة ان به الكثير من الصفات الحميدة مثل الكرم والشجاعة والاحترام المتبادل بين الزوجين والاخوة بين أبناء الحارة، وها هو الجزء الرابع يعرض بسبب النجاح الكبير الذي حققه سابقا.
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول «تفاءلوا بالخير تجدوه» لماذا لا يكون التفاؤل جزءا من حياتنا اليومية؟! فللتفاؤل عدة فوائد، منها انه يجلب السعادة والسرور للنفس، ويقوي العزيمة ويكون باعثا على العمل والجد والتفاني فيه، والإنسان المتفائل ينقل التفاؤل لمن حوله.
كم أتمنى ان يكون لدينا جزء من حياتنا اليومية مخصص للتفكير واستشراف المستقبل، والإعلام له دور كبير في هذه المسألة المهمة، ويا حبذا لو كانت الدراما الكويتية تتحدث عن المستقبل والتفاؤل والصفات الايجابية في المجتمع، وذلك بسبب ان المشاهدين يتأثرون تأثيرا كبيرا ومباشرا بما يعرض على شاشات التلفاز، خاصة في شهر رمضان الفضيل، حيث ان الأغلب جالس أمام هذه الشاشة الصغيرة الحجم والكبيرة بتأثيرها.
[email protected]