عبدالعزيز الكندري
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تم افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في ثول، وكان ذلك مساء اليوم الاربعاء الرابع من شهر شوال 1430 هـ، والذي يصادف اليوم الوطني الـ 79 للمملكة العربية السعودية، وقال خادم الحرمين في الكلمة التي ألقاها في هذه المناسبة «لقد كانت فكرة هذه الجامعة حلما يراودني منذ اكثر من 25 عاما، وكانت هاجسا ملحا عشت معه طويلا، واني احمد الله سبحانه ان مكننا من تجسيدها واقعا، نراه اليوم شامخا بحول الله وقوته على تراب ارضنا باسم الشعب السعودي»، وقال: «لقد كان للحضارة الاسلامية في تاريخها دور عظيم في خدمة الحضارة الانسانية بعد الله جل جلاله، وقد اسهم علماء المسلمين في مجالات كثيرة، ففي الطب كان الدور لابن النفيس، وفي الكيمياء كان لجابر بن حيان تأثيره الفارق في مسيرته، وفي الجبر كان للخوارزمي دور فاعل، اما في علم الاجتماع فقد كان لابن خلدون تأثيره العظيم فيه، لذلك فإن الجامعة التي نحتفل بها لا تبدأ من الصفر، فهي استمرار لما تميزت به حضارتنا على مر العصور وكان سببا في ازدهارها وهذا هو المعنى الاول للجامعة».
وتحدث البروفيسور تشون فونغ شيه رئيس جامعة الملك في كلمة قال فيها: لقد اجتمعنا على شاطئ البحر الاحمر هنا عند ملتقى الشرق والغرب ملتقى القديم والجديد، ملتقى التحديات والفرص لنشهد ولادة احدث جامعة في العالم، لقد جئنا من جميع انحاء العالم من المؤسسات الاكاديمية والصناعية من اروقة السلطة وقطاع الاعمال ومختبرات العلوم من مختلف مناحي الحياة توحدنا تطلعاتنا المشتركة.
وتم انشاء هذا الصرح العلمي الذي سيمثل حلقة وصل بين مختلف الشعوب والعالم في 3 سنوات فقط، وعلى مساحة 36كم، وتم ايجاد العلماء من مختلف دول العالم، والجامعة مجهزة بأحدث التقنية والتي تجاوز قيمتها 1.5 مليار دولار، وبها سادس اسرع حاسوب في العالم ويعتبر اسرع حاسوب بالمنطقة، وصنع هذا الحاسوب باتفاق مشترك بين شركة «اي بي ام» وجامعة الملك عبدالله، وكما ان الجامعة بها وحدات للابحاث الخاصة في مجالات الرياضيات التطبيقية والطاقة الشمسية وعلم الجينات وغيرها من الوحدات، وتقدم جميع الدروس باللغة الانجليزية، وبها 71 استاذا واكثر من 370 طالبا يشكل السعوديون 15% اما الباقون فيأتون من 60 بلدا مختلفا، وبها وقف بقيمة 10 مليارات دولار لتمويل الابحاث وتقديم المنح الدراسية. وان جامعة الملك ستجعل المملكة العربية السعودية في ركب الدول المتقدمة، وباستشراف للمستقبل بروح العصر، وستخلق وتوجد الرفاهية للمجتمع العربي عموما والسعودي خصوصا، وستدفع المملكة نحو التنمية المستدامة والعيش الكريم لافراده، ونحن على اعتاب نهضة علمية شاملة لم نسمع عنها ولم نرها الا من خلال الكتب والدول المتقدمة، فهنيئا للمملكة العربية السعودية هذا الانجاز الكبير، الذي لم يكن ليتحقق لولا وجود رؤية وعزيمة صادقة واخلاص كبير في العمل، «واليوم هذه الجامعة تنضم الى زميلاتها في كل مكان من العالم دارا للحكمة ومنارة للتسامح، وهذا هو المعنى الثالث للجامعة، واخيرا.. اشكر شركة ارامكو السعودية التي اشرفت على تأسيس هذه الجامعة خلال فترة وجيزة».
[email protected]