عبدالعزيز الكندري
هو مهاتير محمد ولد في ماليزيا عام 20/12/1925 وانقطع عن الدراسة بسبب الحرب العالمية الثانية، مما اضطر للعمل حتى يوفر مصاريف لدراسته، وحصل على منحة دراسية لدراسة الطب والتحق بالجامعة عام 1947.
بدأ العمل السياسي عام 1946 عندما التحق بمنظمة الملايو عند تأسيسها، وأصقل نفسه في هذا الجانب، وفي عام 1964 دخل البرلمان نائبا، وخرج من الحزب بعد خسارته في الانتخابات عام 1969 ووجه رسالة لرئيس الوزراء ينتقد فيها سياساته. كان صاحب فكرة ونظر ثاقب، وقد ألف كتابا عام 1970 اسمه «معضلة الملايو» حيث اتهم الشعب بالكسل والجمود والاتكالية على الآخرين، داعيا الى ثورة شاملة للخروج وانتشال البلد من بلد زراعي الى صناعي، وكان يمتلك قدرة كبيرة على التنظير مما ساعده على بروز نجمه، وتولى رئاسة الوزراء عام 1981 ولمدة 22 عاما، حيث حول أفكاره الى واقع عملي ملموس، وجعل ماليزيا من أنجح اقتصاديات الدول الآسيوية، وانخفضت نسبة السكان الذين كانوا تحت خط الفقر من 52% الى 2% فقط في عام 2003، وساهم في ارتفاع دخل المواطن الماليزي من 1247 دولارا الى 8862 دولارا عام 2002، وانخفضت نسبة البطالة الى أقل من 4%، وهي تعد من أنجح بيئات الاستثمار في جنوب آسيا حسب دراسة البنك الدولي.
هو الذي كان يقول ويدعو إلى النظر للشرق، والمقصود قيم العمل الموجودة في اليابان وغيرها من الدول والتي تعتمد على الانضباط والإخلاص، وانقسمت أفكاره بالاتجاه بالنظر الى الشرق الى قسمين، معنوي كالالتزام الأخلاقي والمهني واحترام آراء الغير، ومادي وذلك من خلال تحقيق طفرة تصنيعية عام 2020، وأن تصبح ماليزيا دولة صناعية مكتملة البنيان، وهناك نقاط محورية للوصول الى ماليزيا الحديثة، وهي ولاء الشعب للوطن، والعدالة الاقتصادية وتعزيز القدرات الذاتية للمجتمع، وسيادة الديموقراطية، ومجتمع تحكمه قوة الإرادة والأخلاق الفاضلة وترسيخ الوحدة الوطنية بين الشعب الماليزي ثقافيا وعرقيا وسياسيا وصولا للدولة الإسلامية العصرية، وقد حصلت على المركز التاسع ضمن أهم 30 دولة مصدرة للتقنية، وذلك حسب تقرير التنمية البشرية الإنمائي والخاص بالأمم المتحدة.
أدرك مهاتير مشكلة بلده عندما كان في العمل السياسي، وأولى المؤسسات التربوية اهتماما بالغا، حيث كان يعتقد من غير هذه المؤسسات لا يمكن ان يحدث تطور حقيقي ولا يمكن بروز قادة وكوادر بشرية من تعليم قديم غير متجدد، وكان ينفق بسخاء على المؤسسات التعليمية، وشجع القطاع الخاص على الاستثمار في التعليم، وركز على دور المعلم والعلوم العصرية المتجددة، جعل التعليم باللغة الإنجليزية، وكان يوفد الموظفين الى الدراسة من وقت لآخر لتعلم الجديد.
قال مهاتير عند تنحيه «وقتي انتهى لن أتولى أي مسؤوليات رسمية بعد 31 من اكتوبر الحالي، لأن من المهم ان يتولى قيادة ماليزيا جيل جديد بفكر جديد».
وقال مهاتير عند افتتاح البرجين بتروناس «اليوم نضع بين يدي الماليزيين معلما يجعلهم يرفعون رؤوسهم وينظرون عاليا»، حيث وعد الرئيس الاميركي السابق رونالد ريغن بأن يبني ما هو أطول من برج التجارة العالمي، وكان ذلك عندما زار مهاتير الولايات المتحدة الأميركية حيث قال «سيدي الرئيس أطمئنك انه سيكون في ماليزيا قريبا ما هو أطول منهما»، وفي عام 1998 تم افتتاح البرجين.
[email protected]