«الهدامة» عبارة عن مسلسل تاريخي تم عرضه في شهر رمضان المبارك، وهو من تأليف الروائي المبدع هيثم بودي ومن إخراج محمد دحام الشمري، ويتناول فترة زمنية من تاريخ الكويت والممتدة من 1932 إلى عام 1961، وقد تعرضت الكويت لأمطار غزيرة أدت إلى هدم العديد من البيوت ويقال إن المتضررين من هذه الأمطار حوالي 18 ألف إنسان، ويذكر أن من أكثر الأماكن تضررا دروازة عبدالرزاق وقصر نايف وحتى أن الامطار نزلت 3 أضعاف الأمطار التي كانت تهطل في العام الواحد، وقد تميز المسلسل بطرحه الراقي الذي لا إسفاف فيه، وتميز عن باقي المسلسلات الرمضانية، والتي كانت لا تخلوا من مشاهد الحزن والكآبة وضيقة الخلق، فقد تميز مسلسل «الهدامة» عن باقي المسلسلات وبكل جدارة.
وقد نشرت جريدة القبس في العدد 13045 دراسة أعدت من قبل «آراء للبحوث والدراسات» حول ما يفضله المشاهد، والعينة كانت من 800 مشاهد نصفهم من الكويتيين والنصف الآخر من المقيمين وتم اختيارهم بشكل عشوائي، وحل مسلسل «الهدامة» في المركز الثاني للكويتيين وبنسبة 9% من المشاهدين، هذا مع حداثة تجربة الكاتب في مثل هذه المسلسلات التاريخية أما عمالقة التمثيل، وإن كان هناك عزوف عن المشاركة أو قلة الممثلين الكويتيين في مسلسل «الهدامة»، فأنا على يقين أن العديد من الممثلين يعضون أصابع الندم بسبب عدم مشاركتهم في هذا العمل، والذي كان غير عادي في الإخراج والتصوير والعرض، وأعتقد أنه في المستقبل سيكون هناك تسابق على المشاركة فيما يقدمه الكاتب المبدع هيثم بودي.
وأعجبني كثيرا ما قاله أخي الأكبر الكاتب خالد ساير العتيبي عندما قال عن مسلسل «الهدامة» كلمات تكتتب بماء الذهب فقد قال «وبكل تجرد.. أستطيع أن استثني مما سبق عملا تلفزيونيا واحدا هو «الهدّامة» الذي يقوم على رؤية واضحة وهي استثارة قيم الماضي في إطار فني راق، وبلغة بصرية جميلة في الألوان وزوايا التصوير، وكذلك في لغة النص والحوار التي قامت على تهذيب عال خال من الشتائم والعنف، فتحية لأخي الكاتب والأديب.. هيثم بودي وللمخرج الرائع.. محمد دحام ولفريق العمل.. الذي أثبت حقبة وحقيقة تاريخية بأن الكويت بلد بناه الأجداد بكفاح لا صدفة فيه كما يردد الحاقدون من عربنا».
وللكاتب بودي مجموعة روائية كبيرة وهي «النخيل» وهي عبارة عن مجموعة قصصية، و«الطريق إلى كراتشي» تتحدث عن أحداث حقيقية لبحارة كويتيين فقدوا في الهند قبيل الحرب العظمى الثانية 1938 وحائزة على جائزة الإبداع العربي بالشارقة عام 2006، و«الصالحية» وتحتوي المجموعة على 12 قصة متنوعة مهداة إلى الأجيال الصاعدة والناشئة، و«الدروازة» وتتحدث عن الطاعون الذي أصاب الكويت عام 1831، و«الفنار» وتتحدث عن حقبة عام 1982، وكل هذه الأعمال تستحق أن تكون عملا فنيا سواء كان سينمائيا أو دراميا، وهي بحاجة بالدرجة الأولى إلى جهات راعية وداعمة وخاصة من القنوات الفضائية الجديدة الصاعدة كتلفزيوني الوطن والراي، لأن لديهما من الإمكانات الشيء الكبير، والكاتب وحدة لا يستطيع القيام بكل هذه الأعمال، وكما في «اليد الواحدة لا تصفق»، اعتقد أن مسلسل الهدامة يستحق الإشادة والتكريم.
[email protected]