على أرض «الصداقة والسلام» في الكويت الحبيبة، تنعقد القمة الثلاثون لقادة دول مجلس التعاون الخليجي، والمتواجد في الكويت قبل القمة رأى الاستعدادات كيف كانت تجري على قدم وساق، فها هي الهيئة العامة للزارعة والثروة السمكية ألبست الكويت ثوبها الجديد من مختلف ورود العالم بأنواعه وأشكاله، والتي تريح العين عند النظر إليها وتدعو إلى التفاؤل، بالإضافة إلى وزارة الأشغال التي عملت بروح الفريق الواحد وسلمت مشروع قاعة التشريفات الأميرية لاستقبال قادة دول مجلس التعاون الخليجي.
وبالنسبة للتحديات التي تواجه دول مجلس التعاون الخليجي فهي عديدة ومتنوعة، فعلى الصعيد الاقتصادي لا يخفى على أحد ما حصل بالعالم قبل عام بما يسمى بالأزمة المالية العالمية والتي أكلت الأخضر واليابس، وأثرت على اقتصادات كل دول المنطقة ولكن بنسب متفاوتة، إلى أن وصلت بتأثيرها القوي على إمارة دبي، والتي تسببت في حالة من الذعر في الأسواق العالمية والعربية، فأزمة دبي ستكون حاضرة على طاولة القمة، بالإضافة إلى موضوع اقتصادي آخر له أهمية كبيرة وهو مقر المصرف المركزي الخليجي، ونتمنى أن يحل الخلاف بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة حول موقع هذا المصرف، ولو تم الاتفاق على طريقة لحل المشاكل التي تحدث بين الأشقاء الخليجيين كإنشاء محكمة خاصة مثلا لحل القضايا العالقة بطريقة سلسة وسريعة لكان أفضل من أن تكبر هذه المشكلة وتأخذ أبعادا أخرى، فدول الخليج جزء لا يتجزأ من بعضهم البعض.
والتحدي الآخر الذي يواجه دول الخليج، هو الحرب القائمة بين المملكة العربية السعودية والحوثيين، حيث إن المملكة تمثل عصب ومفصل وقلب دول الخليج أجمع، فحاول البعض إشغال هذه المنطقة باستنزافها وإدخالها في دوامة لا تنتهي من المشاكل، ولكن وعي وحسم القيادة السعودية بالإضافة إلى المعلومات الدقيقة، وتقدير وفهم سياسي جدا عميق لما يريده البعض، فقد حققت نتائج كبيرة في وقت قياسي قصير على أرض الواقع ضد جيش ليس نظاميا، مع وجود متسللين واستخدام المدنيين من الأطفال والنساء كدروع بشرية، فهذا الملف سيكون حاضرا وماثلا في هذه القمة بل يمثل حقا مشروعا للمملكة وهو الدفاع عن أراضيها، بالإضافة إلى الحرب الإعلامية غير المبررة من قبل بعض الأطراف على المملكة العربية السعودية.
هذا بالإضافة إلى العديد من المشاريع والتحديات الأخرى التي ستكون حاضرة، وهي مشروع الربط الكهربائي بين دول الخليج، التصديق على العملة الخليجية الموحدة والتي فيها فائدة كبيرة خاصة على اقتصادات المنطقة وسيساهم في تأسيس كيان قوي قادر على مواجهة التحديات المقبلة، وكم نتمنى عودة دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان للاتحاد النقدي الخليجي، وإيجاد العيش الكريم لأبناء المنطقة، وتوقيع التجارة الحرة مع أوروبا، وإنجاز مشروع الطاقة النووية السلمية.
أعتقد أن الموضوعات المطروحة على جدول أعمال مجلس التعاون الخليجي بالغة الأهمية، لما لها من دور سياسي واستراتيجي وأمني مهم وحيوي لأبناء منطقة الخليج خصوصا والشرق الأوسط عموما، فهي حقا تستحق أن تكون قمة التحديات والوئام والتكامل في شتى المجالات، وعلى جميع المستويات.
[email protected]