العمل من أجل الناس والآخرين أمر في بالغ الأهمية، ولقد حث الشرع على البعد عن الكسل، فالكسل يتنافى مع المهمة الرئيسية التي وجد من أجلها الإنسان ألا وهي عمارة الأرض قال تعالى (هو الذي أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها ـ هود: 61)، والدول المتقدمة تقاس جديتها باهتمامها بالعمل كما هو الحال في اليابان وماليزيا وسنغافورة على سبيل المثال، والدول الكبرى في عصرنا الماثل لم تصل إلى هذا المستوى من التقدم والتكنولوجيا في العلوم والفضاء والتقنية إلا بالجدية والعمل، والسابقون من المسلمين لم يبنوا دولهم وحضاراتهم إلا من خلال العمل الدؤوب والذي فيه خير للبلاد والعباد، ولم نتأخر عن الركب إلا عندما تركنا العمل الجاد وكما قيل «العمل يهب الصحة».
وذكرت «الأنباء» في عددها الصادر يوم 5 الجاري، أن الوزير د.فاضل صفر قال إن وزارة الأشغال مقبلة على مشاريع حافلة في المستقبل القريب، وصرح بذلك أثناء التوقيع على اتفاقيتين وأربعة عقود لقطاعي الطرق والمشاريع الإنشائية بقيمــة تقدر بـ 31 مليون دينار، وقال الوزير صفر «بعد إقرار الخطة الإنمائية من قبل مجلس الأمة بدأ العمل على تنفيذها»، مضيفا أن «أغلب المشاريع التي تتضمنها الخطة مشاريع طموحة تتعلق بالتنمية البشرية».
كما أنه تم الإعلان عن العديد من المشاريع المستقبلية، مثل مشروع ميناء بوبيان البحري ومشروع جسر الشيخ جابر ومستشفى الشيخ جابر، وأن المخطط الهيكلي للبلدية به العديد من المشاريع، تمت إحالتها إلى الجهات الاستشارية في المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية تمهيدا للدراسة، وأن هذه المشاريع ستساهم مساهمة فعالة في التنمية.
وذكر الوكيل المساعد لقطاع هندسة الطرق م. حسين المنصور أن اتفاقية الدراسة والتصميم والإشراف على تنفيذ الطريق المستحدث من مدينة الصبية إلى حدود العبدلي تبلغ تكلفتها 353.691 دينارا لأعمال المرحلة الأولى «الدراسة والتصميم»، بالإضافة إلى عقد إنشاء وانجاز طرق وخدمات أخرى بمنطقة الري تبلغ تكلفته 2.083.665 دينارا، وعقد إنشاء وصيانة طرق ومجاري أمطار بمنطقة المهبولة «المرحلة الأولى» تبلغ تكلفته 13.807.624 دينارا. من جهته أفاد الوكيل المساعد لقطاع هندسة المشاريع الإنشائية م.حسام الطاحوس بأن «أكبر ميزانية في القطاع هي لوزارة الصحة والعدد الأكبر للمشاريع لوزارة الداخلية وعدد المشاريع في القطاع حاليا تصل الى 108 مشاريع في مراحلها المختلفة».
كل الشكر والتقدير لوزارة الأشغال والقائمين عليها وعلى الإنجازات السابقة والحالية، وعلى هذه الأعمال والعمل الدؤوب في نفس الوقت، والذي سيحدث نقلة نوعية للبنية التحتية في المستقبل، وكون الكويت تريد أن تصبح مركزا ماليا وتجاريا عالميا فإن توفير البيئة المناسبة وتطوير البنية التحتية من الأمور الحيوية والمهمة في ذلك، و«كفو» يا فاضل صفر، ولو قامت كل وزارة بما قمتم به لتغير حالنا للأفضل.
[email protected]