عبدالعزيز الأحمد
في الحقيقة بيوت الله ليست محطة قطار النزول منها والصعود اليها لجمع الأموال، فالمساجد أعدت فقط للتعبد لله تعالى وحده ونهل التقوى منها والتعبئة الايمانية.
وليست المساجد مكانا مخصصا للمتسولين والنصابين لابتزاز الأموال واستعطاف المصلين من اجل البذل والعطاء، ولا شك في ان بيوت الله هي مزارع خير وبركة وجسر ايماني نعبر عليه ليوصلنا الى الله سبحانه وتعالى وفيها يتلقى المسلمون دروسا وعبرا روحانية، والواجب علينا احترام بيوت الله وحفظها من كل من يدنسها أو ينشر الجدل والكلام غير اللائق فيها، فليست هذه الأماكن المقدسة مسرحا لكسب المال، لأن التسول لا يجوز داخلها، وللأسف شاعت هذه العادات السيئة التي لا يقرها الشرع أو الدين، وأصبحت هذه العادات منتشرة عندنا هذه الأيام من جماعة من الناس الغرباء والدخلاء على بلدنا الحبيب مما يعطي صورة مشوهة عن كويت الخير والمحبة، لذلك لابد لنا جميعا من التعاون للقضاء على هذه العادات المستوردة من الشحاذين الذين نلاحظهم هذه الأيام يملأون المساجد والجمعيات التعاونية وأمام البنوك وقد نزعوا الحياء عن وجوههم وقد قال رسولنا الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) بحق هؤلاء «اذا لم تستح فاصنع ما شئت».
في هذا الزمن الذي نعيش فيه هناك شحاذون محترفون في النصب والاحتيال يمارسون هذه المهنة التي تدر عليهم أموالا طائلة من دون تعب، وهناك حيل كثيرة يقوم بها الشحاذون، فمنهم من يدعي المرض ومنهم من يدعي ان عليه ديونا والبعض الآخر يقول انه يعول يتامى وأرامل ويحلفون بالله كذبا وافتراء لابتزاز الأموال من الناس بالباطل، ويعتبر البعض ذلك صناعة ومهنة رابحة لامتصاص الأموال والإثراء الرخيص، كما ان هناك حالات غريبة لاستعطاف القلوب الرحيمة حيث يفتعل البعض البكاء الشديد والقسم بالله إنه لولا الحاجة لما قام بهذا العمل وغيره من الأعذار التي لم تعد «تنطلي» على الناس.
وهناك الكثير من النساء يدخلن المساجد ومنهن من لا يجوز دخولهن شرعا وأكثرهن لا يأتين للصلاة بل من اجل حفنة من المال الرخيص، ولا شك في أن من يعطيهن هو الذي يشجعهن على ارتياد اماكن الرجال، ولا شك في ان هناك مؤسسات وجمعيات خاصة تعنى بالفقراء والمحتاجين وهناك حديث عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بهذا الصدد، حيث قال ( صلى الله عليه وسلم ) «ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم».
لذلك نقول ان التسول له اضرار على الفرد والمجتمع ويؤدي الى انحطاط الكرامة ودناءة النفس ويورث انحدارا للقيم وينزع البركة وهو مظهر من مظاهر تخلف الشعوب، والأهم انه يساعد الناس على الكسل والكسب الرخيص.
لذلك نهيب بالمسؤولين في دولتنا الغالية مكافحة التسول بشتى صوره وأشكاله واتخاذ الاجراءات الصارمة ضد كل من يشوه صورة بلدنا الحبيب.