عبدالعزيز الأحمد
في حياة الناس شيء مخيف ومرعب هو مربع الاحزان الذي تعد اضلاعه الاربعة كَتَل من الامراض الخبيثة والخطيرة كالقلب، الرئتين، الضغط، والسرطان وكل هذه الامراض قاتلة اذا اتبعت طريق الهاوية وهي السيجارة اللعينة، فمصانع هذه المادة القاتلة تقوم بصناعتها واعداد سمومها في أجمل العلب المزخرفة والملونة وتقدمها هدية لمن يريد التخلص من حياته.
ان هذه المادة القاتلة التي تحويها السجائر أرتال من الامراض المميتة والخبيثة عافانا الله وأبعدنا عنها.
لاشك في ان الله سبحانه وتعالى كرم الانسان فخلقه في احسن تقويم، وصورنا جل شأنه في أحسن صورة فجعل لنا اجساما صحيحة لا تشوبها اي شائبة لتعيننا على هذه الحياة الطويلة بحلوها ومرها من اجل بناء اعشاش أسرية هادئة وسعيدة.
ولكن هناك فئة ضالة من الناس انحرفت عن الطريق السليم وانحدرت بهاوية خطيرة ومن الصعوبة الخروج منها الا بشق الأنفس، لذلك نقول ونجزم بأن التدخين عادة سيئة لا تخلق لنا الا أمراضا وأوجاعا تعشش بأجسامنا وتفتك بأرواحنا فهي تُهلك الصحة وتُهدر الأموال وتنفر منا الناس، وهناك أدلة مباشرة وغير مباشرة على تحريم السجائر (الدخان) حيث نزلت آيات بينات من كتاب الله العزيز الحكيم لها دلالة في ذلك الشأن حيث قال سبحانه وتعالى: (ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث) «الأعراف 157».
والسجائر ليست من الطيبات فهي من الخبائث الضارة بصحة الانسان كما قال عز وجل: (لا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) «النساء 29».
ولاشك في ان التدخين يقتل سنويا الملايين من الناس المصابين بأمراض التدخين الخطيرة كالسرطان والرئتين والقلب، وهناك آية اخرى قال فيها الله سبحانه وتعالى (ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا) «الإسراء 26 و27».
ومما لا شك فيه ان التدخين يصرف عليه الكثير من المال في معصية الله وليس في سبيله سبحانه وتعالى.
كما جاء في سنة رسولنا الكريم محمد ژ ما يؤكد تحريم الدخان حيث قال ژ: «لا ضرر ولا ضرار» وهذا بحد ذاته نهي يفيد التحريم.
رواه الامام احمد وصححه العلامة الألباني رحمه الله، كما أفتى الداعية عبدالعزيز بن باز طيب الله ثراه بتحريم التدخين وانه لا يجوز شراؤه أو بيعه ولا حتى المتاجرة فيه ولا صحبة من يتناوله (فتاوى الإسلام ح ص 162).
كما تشير الاحصائيات الطبية الى ان هناك 85% من حالات الاصابة بسرطان الرئة تحدث من التدخين وهناك استبيان لعام 1999 مفاده ان عدد الوفيات المرتبطة بالتدخين 3 ملايين و155 ألفا تقريبا (لاهاي - هولندا) ونقلا عن كتاب الحساسية والربو الشعبي من 18 - 19 وفي تقرير عن منظمة الصحة العالمية لعام 2002 أن عدد الوفيات الناتجة من التدخين 5 ملايين شخص.
لذلك عزيز القارئ نحذرك من هذه المادة اللعينة (التدخين) ومن شر امراضها القاتلة لتعيش حياة رغيدة وسعيدة مع أسرتك التي هي في أمس الحاجة إليك.