عبدالعزيز الأحمد
فرح وبكى وغنى ورقص مسلمو كوسوڤو وهم يلوحون بالأعلام الأميركية وعلم الاتحاد الأوروبي في نفس اللحظة التي كان فيها برلمان كوسوڤو يعلن استقلال وقيام دولة كوسوڤو الحرة، هذا الاستقلال وهذه الحرية اللذان ما كانا ليتما لولا الدعم الكبير والمساندة العظيمة واللامحدودة والمباركة الصادقة من الولايات المتحدة الأميركية - بالذات - ومعها بعض الحكومات الأوروبية.
يرد هذا الاستقلال وقيام دولة ذات أغلبية ساحقة مسلمة جديدة في «قلب» أوروبا على كل كلام غير منطقي يردده هؤلاء الذين يرون في كل لحظات حياتهم ان الولايات المتحدة الأميركية والغرب يعملون فقط ودائما ضد مصالح العرب والمسلمين و«يدحض» فرح مسلمي كوسوڤو الهستيري بقيام دولتهم.
كل كره يكرهه المتأدلجون تأدلجا متطرفا ومتخلفا، للغرب وللولايات المتحدة، بل ويكذب هذا العمل الكبير والصادق الذي لا فائدة تترجاها الولايات المتحدة منه تقريبا، «هرطقات وتفسيرات» هؤلاء الذين يفسرون دفاع الولايات المتحدة الأميركية عن مصالحها بأنه عمل ضد العرب والمسلمين، في الوقت الذي لا تقوم به تقريبا أي علاقة بين أي دولتين عربيتين أو اسلاميتين الا لمصالح أو لمنافع متبادلة - فقط - ولا شيء غير المصالح المتبادلة واتركوا للأبد ترديد اسطوانة الاخوة واللغة والدين والمصير المشترك «المشروخة» التي تشوش الأفكار وتصم الآذان وتعمي الأعين والقلوب.
ان ايمان الولايات المتحدة الأميركية بحرية الشعوب واستقلالها هو ما يدفعها للتضحية بأرواح جنودها وصرف أرقام خيالية وهائلة من الأموال لتفعيل هذا الايمان، ناهيك عن الأموال الكثيرة والهائلة التي تقدمها سنويا لكثير من شعوب الأرض لمساعدتها في التغلب على الفقر والأمية والكوارث والتخلف والمرض، وتخيلوا لو تخلت الدولة العظمى في كل شيء عن هذا الدور وعن هذا الايمان وسادت شريعة الغاب هذا العالم! انه لأمر مرعب بالتأكيد وأمر لا يستطيع ان يتخيله أو يتمناه شخص مسالم أو عاقل أو طبيعي أو حتى شبه جاهل.
لهذا نقول ان درس استقلال وحرية كوسوڤو هو فعل انساني ودرس كبير وعظيم جدا وجديد وغير نهائي وستتبعه دروس ستقدمها الولايات المتحدة لكل من يحكم بصورة عمياء عليها، وعلى الأشياء، خاصة هؤلاء الذين تمنعهم أيدلوجياتهم وتعصبهم من رؤية حتى الأفعال الجيدة في هذا العالم، وشكرا «كبيرة جدا جدا» للغرب وللولايات المتحدة على هذا الدرس المجاني الجديد الذي لن يفهمه سوى الأذكياء والأسوياء!!.