عبدالعزيز الأحمد
إن الوطن غالٍ وأغلى من الروح وكل مواطن يعتبر درعا من دروع حمايته والمحافظة عليه من كل من يعبث بأمنه وآماله وكل من يتجرأ على الغوغائية التي تسيء اليه أو تضره لذلك حب الوطن لن يعلو عليه شيء إلا حب الله.
ولقد ظهرت على سطح هذا الوطن الحبيب المسالم فئة ضالة ودخيلة من الناس على عاداتنا وتقاليدنا، إنها حقا تشوه الوطن وتخلق المحن وتدمر المبادئ والقيم الإسلامية السمحة، إنهم يخترقون القوانين بعنجهية وغطرسة الجهلاء الذين ينشرون العذاب والحزن في كل زاوية من زوايا الوطن، إنهم حقا يتلاعبون بأرواح الناس لا يعبأون بالمخاطر التي تحصد الأبرياء، حيث يقومون في الأعراس والأفراح بإطلاق الأعيرة النارية من مختلف الأسلحة التي يعاقب عليها القانون وهم يتراقصون على آلام الآخرين بكل استهتار وبدون رحمة وبعضهم مع الأسف من هم كبار القوم ويقومون على حمايتهم، إن مثل هؤلاء الذين ينثرون العذاب وينشرون الموت في كل مكان خرجوا عن ملة الإسلام حقا، إنها مأساة إنسانية وشيء مخيف ومرعب أن تُفزع طفلا في مهده وتقلق مريضا في فراشه وتزعج شيخا كبيرا خلد الى نومه وتسقط جنينا من بطن أمه، إن كل هذه الأعمال ايذاء للناس ودمار يحدث من هؤلاء الدخلاء الذين يطلقون النار في هذه الأعراس، وهناك إحصائيات غير مدققة للأضرار التي يتسبب فيها إطلاق الأعيرة النارية فهي قد جرحت اكثر من 100 إنسان وطفل وقتل أربعة أبرياء، اضافة الى تدمير الممتلكات كحرق الخيام والسيارات واتلاف المنازل والمنشآت المختلفة.
إن إرهاب الناس وقتلهم من الأعمال التي حرمها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، حيث يقول جل شأنه في هذا الصدد (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق).
وكذلك يقول سبحانه وتعالى في إيذاء العباد: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا)، والرسول الكريم حث على احترام المسلم وعدم إيذائه، ويقول ( صلى الله عليه وسلم ): «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده».
لذلك لابد ان يسن قانون رادع يجرم مثل هؤلاء ومن يحرضهم للقيام بهذا العمل المشين والاثم الكبير فقوانين الدولة يجب ان تحترم وان يردع كل من تسول له نفسه المريضة التلاعب بالنار ويزعج خلق الله حتى يعيش الناس في أمن وأمان ويأمنوا من شرور مثل هؤلاء ويتجنبوا أذاهم.
اللهم احفظ الكويت وشعبها من كل سوء تحت ظل قائد مسيرتها صاحب السمو الأمير المفدى وسمو ولي عهده الأمين وسمو رئيس مجلس الوزراء الموقر.