عبدالعزيز الأحمد
ان الاطفال هم الركيزة الاساسية لعملية البناء فهم عجينة سهلة التشكيل بحاجة الى برامج وخطط ومتابعة ومن ثم التقويم للخروج باطفال ناضجين ومثقفين لتلقي انماط من العلوم على أسس وقواعد سليمة، والمرحلتان الأوليان الروضة والابتدائي جديرتان بالاهتمام لذلك فهما بحاجة الى مجموعة مختارة ومنتقاة من الاخصائيين التربويين والنفسيين واخصائيي المناهج القادرين على محاكاة الآخرين بلغة العصر الحديث.
لا شك في ان هناك معاناة من فلذات اكبادنا من المناهج، فالاطفال يخرجون منذ الصباح الباكر حاملين على اكتفاهم النحيلة حقائب تحتوي على كم هائل من الكتب والكراسات تنحني لها الظهور وبعد يوم دراسي مرهق يعود هذا الطالب المسكين والحقيبة لا تزال فوق كتفه عائدا بها الى منزله، وتتواصل المعاناة التي لا تنتهي بانتهاء اليوم الدراسي فهناك الواجبات المدرسية المكلف بها الطالب والتي لا تقل ساعاتها عن ساعات الدوام المدرسي وهنا تبدأ المشكلة في كيفية ايجاد الوقت الكافي للترويح عن نفسه واللعب وكذلك الأكل والشرب والاستحمام واخذ قسط وافر من الراحة، لذلك يجب علينا اعادة النظر في تخفيف المناهج الدراسية والواجبات والتركيز على المناهج ذات الصلة بالفهم والاستيعاب، واعداد المناهج المختصرة والمفيدة في الوقت نفسه، وتنقية المناهج من الحشو والتطويل وتقصير العام الدراسي الذي يمتص عافية احبائنا الاطفال، فالطفل لابد ان يعيش طفولته بحيث يلعب ويزاول هواياته المحببة كالرياضة وغيرها من الهوايات التي تنعش عقله وتنشط فكره، ويجب ان تتضمن المناهج ايضا الانشطة ذات المهارات والقدرات البعيدة عن الحفظ والتلقين وكذلك القصص والمحاكاة التي تحل مشاكل المجتمع وتنمي لدى الطفل معاني الوطنية والانتماء وحب الوطن حتى يعيش هذا الجيل مع الواقع في هذا العصر العلمي المتطور الذي يعيش فيه من اجل ان يلحق بركب الدول الحضارية التي تسبقنا في هذا المنوال.