عبدالعزيز الأحمد
الألم المقطر، العذاب المعذب، الأحاسيس المرهفة، القلوب المتأججة نارا، الوجدان الحزين.. الزمن وضربات القدر، جروح نازفة، زهور حزينة، سالت دماؤها على الأسفلت فأحدثت انهارا كئيبة قطعت حنايا الضلوع، طيور مذبوحة، وهي لاتزال في اعشاشها تلتقط طعامها من فم أمهاتها، أوراق خضراء لم تنضج بعد تساقطت في ريعان شبابها، العيون تبكي من اعماقها، امهات مفجوعات فتتت المفاجأة كبدها فنزلت آلام افقدتها توازنها، انهكت قواها، حطمت قلبها، رحل الأحباب ولن يعودوا، دون وداع، ضاعت الأحلام، توجعت الأيام، شرخت الأماني، انكسرت البسمة، عم الصمت الحزين، وتوشحت القلوب المفجوعة بسواد معتم، محمل بأرتال من الألم ومرارة الفراق التي لا تطاق، وهناك على الجانب الآخر جماعة قتلة متسببون وهم مستهترون، متهورون، سائق أرعن، سائق من دون ضمير، من دون أخلاق، من دون وازع ديني، سائق لم يجرب الألم، ولم يخض المحن، هؤلاء بعثروا الأرواح، خلقوا النواح، كلهم مسؤولون ولكن لا يطالهم القانون السقيم.
ولكن لا سبيل لردع هؤلاء إلا ان نصرخ بكل ما لدينا من قوة ونقول باسم الامهات المفجوعات وباسم شهداء المرور ومن داخل الكهوف المظلمة، وباسم المحطمين، وباسم المعوقين بالمستشفيات، وباسم المقعدين بالمنازل، اتقوا الله يا مستهترين بأرواح الأبرياء واوقفوا نزيف الدم الطاهر في كل مكان بالشوارع، بالطرقات، بالحواري، تحت الجسور، فوق الجسور، في كل زاوية من بلدنا الحبيب، وبصوت آخر نقول كثفوا الإعلام المرئي والمسموع بالتلفاز، الراديو، الجرائد، الندوات، المحاضرات في المدارس، الجامعات، الكليات، الجمعيات، الساحات الشعبية، الحدائق العامة، الأندية الرياضية، في كل شبر من ارضنا التي تصرخ من ظلم الظالمين، واضربوا بيد من حديد على يد كل مستهتر وأرعن وكل من يعبث بأرواح الآخرين لان هذه الأرواح أمانة الهية، وثروة وطنية لا تقدر بثمن لابد من حمايتها والمحافظة عليها.
اللهم احم شباب الكويت واهل الكويت من كل مكروه تحت ظل الوالد القائد صاحب السمو الامير المفدى وسمو ولي عهده الأمين وسمو رئيس مجلس الوزراء اللهم ارحم شهداءنا الأبرار.