عبدالعزيز الأحمد
لا شك في ان الكتاب درة ثمينة تغذي العقل والروح والجسد وهو خير صديق ينتقل معنا في كل مكان وزمان، ولكن هناك مشكلة احدثت ازمة وخلخلة للكتاب المطبوع في زمن العولمة، خاصة ما فرضته ثورة التكنولوجيا في عصر الانفجار العلمي والثقافي والتي احدثت نوعا جديدا من الاتصالات الحديثة، حيث حل الكتاب الالكتروني الذي أخذ يشق طريقه ليتربع في المنافسة مع الكتاب المطبوع ونجد الدول الحضارية المتقدمة قد تحولت مكتباتها من كتاب مطبوع الى كتاب الكتروني، وعلى ذلك فإننا بعد سنوات ليست بعيدة سنجد الكتاب المطبوع قد اختفى من العالم، وهذه تعتبر كارثة ثقافية وعلمية بحد ذاتها، ومما لا شك فيه ان العلاقة بين الفرد والكتاب المطبوع علاقة ود وحب وعلاقة ألفة من قديم الزمان، وهذا ما يحدث اثناء قراءة الكتب الدراسية والتعليمية فنرى اننا تربينا وفي احضاننا هذا الكتاب المدرسي وكثيرا ما سهرنا الليالي معه يؤنس وحدتنا ويمدنا بآمال ثقافية عريضة نحو مستقبل علمي افضل.
أنا شخصيا كمؤلف للعديد من الكتب أقول لا يمكن ان نستغني عن الكتاب المطبوع ويوافقني في هذا الرأي العديد من اصدقاء ومحبي قراءة الكتب، فالكتاب الالكتروني يلزم الفرد بأن يقتني الكمبيوتر في حين نرى هناك العديد منهم تحت خط الفقر يعانون البحث عن قوت يومهم، بينما الكتاب المطبوع يمكن لأي شخص ان يحصل عليه بالشراء او الاستعارة.
ونرجع ونقول ان قراء الكتاب المطبوع هم الذين يجدون انفسهم مع كل كتاب جديد يقرأونه والفرد مطبوع على حب التجديد والاطلاع الذي ينقلنا من حضارة لحضارة ومن ثقافة الى ثقافة اخرى ومن الماضي للحاضر وباختصار نؤكد ان الكتاب المطبوع هو المعلم الأول الذي تعليمه لا يأتي بالأمر او النهي ولا من ضغوط خارجية وداخلية، كما هناك صداقة ودية بين الكتاب المطبوع والقراء في حب متبادل وود دائم ولا شك في اننا نجد ان اسماء المؤلفين للكتاب المطبوع قد وضعوا بصماتهم المبدعة وحفروا اسماءهم داخل اعماق صفحات التاريخ باستخدام القلم والورقة اما مؤلفو الكتب الالكترونية فلم تبزغ شمس اي منهم لحد الآن ولا نتناسى ان الكتاب المطبوع هو إرث نقله لنا علماؤنا الأفذاذ منذ فجر التاريخ، ونحن بهذا الدور ننقله لأبنائنا وهكذا تبقى الثقافة الراقية ناقلة ومجددة عن طريق الكتاب المطبوع من جيل الى جيل بعكس الكتاب الالكتروني فهو الصامت للأبد!