عبدالعزيز الأحمد
سيظل العلم هو النافذة الوحيدة التي يمكن ان يطل منها الجميع على المستقبل الواعد، ويعد المبدعون حملة رسل العلم إلى الانسانية جمعاء.
وبلا شك فان الوطن الذي يحتضن المبدعين من ابنائنا، هو الذي يسعى جاهدا لاعتلاء سلالم العلم والمجد، ووطني الكويت يمتلئ بالمبدعين من الشباب وهاهي ضياء الفايز، احدى المبدعات الكويتيات الشابات التي تخرجت في جامعة الكويت (كلية العلوم) وتخصصت في الفيزياء، وقد ابدعت في خدمة وطنها وقد توصلت الى اختراع يخدم الناس في المصاعد او الاسانسيرات، بتوفير الوقت والجهد، ونالت العديد من الميداليات الذهبية في معرض سيئول بكوريا الجنوبية، والشرق الاوسط، وقد تشرفت هذه المبدعة بلقاء صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد، وتنتظر ضياء الفايز ان يحتضن الوطن ابداعاتها لتشع على الشباب بفكرها الجديد، وتجذبهم الى المزيد من الابداعات لنمو ونهوض وتقدم وطنها الكويت الحبيب، في مختلف المجالات والتخصصات العلمية، إلا ان الوظيفة التي وضعت ضياء فيها لم تحقق طموحاتها العلمية وعرقلت من ابداعاتها لأنها بعيدة كل البعد عن تخصصها العلمي ولذا وجب علينا احتضان هؤلاء المبدعين بتوفير المناخ الصحي الذي يهيء لهم مواصلة البذل والعطاء، لهذا الوطن الحبيب الذي يستحق منا جهد المبدعين من اجل ان يحتل اسم وطننا الكويت مكانة مرموقة بين دول العالم التكنولوجية التي سبقتنا في هذا المنوال.
هذا، وقد عملت ضياء الفايز بوزارة الكهرباء والماء، في وظيفة لا علاقة لها بتخصصها، وهو الامر الذي قتل طموحاتها وهي في أوج مجدها وعطائها كما طرقت ايضا طريقا آخر وهو معهد الكويت للأبحاث العلمية ولم تتح لها في ذلك المعهد إلا وظيفة بعيدة عن تخصصها ايضا فعادت ثانيا تتجرع ألم التخرج الى وزارة الكهرباء والمياه من جديد.
فإذن أين تذهب المبدعة ضياء الفايز؟ ان المبدعين بضاعة نادرة في هذا الزمان، وهؤلاء المبدعون يحتاجون منا كل الرعاية والتقدير وان نقوم باحتضانهم احتضانا يليق بهم تقديرا لعطائهم المميز من اجل مسايرة هذا الركب العلمي المتطور الذي تتسابق فيه الامم المبدعة لنيل شرف من الصيت العلمي.
وعساها ضياء الفايز ان تكون نافذة يطل منها الجميع على حضارة الكويت العلمية لنهوض أمة من اجل المشاركة في النهوض العلمي، وقد تكون ايضا هذه المبدعة ومبدعون آخرون قدوة تحتذى من شباب الكويت ومبدعي الكويت وعلى الدولة ومؤسساتها العلمية ان تضع كل امكاناتها تحت تصرف مثل هؤلاء المبدعين، خصوصا اننا نعيش اليوم في عصر الانفجار العلمي والمعرفي، ولا ننسى ان الشباب هم الثروة الإلهية التي لا تضاهيها اي ثروة اخرى، ولابد لنا ان نضع من الآن ميزانية مالية تليق بتطور هؤلاء الشباب وان نهيئ لهم ايضا المختبرات والمعامل العلمية التي تواصل عطاءاتهم الوطنية.
حفظ الله الكويت وشعبها من كل سوء تحت قيادة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي عهده الأمين وسمو رئيس مجلس الوزراء.