عبدالعزيز الأحمد
لا شك في أن وجود التلوث كحرق مشتقات البترول يعزز ثاني أكسيد الكربون وكميات من ثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد النتروجين وعشرات من أنواع من الغازات المدمرة لصحة الإنسان وأن إحراق كميات من القمامة بما تحتويه من بلاستيك ومواد خطيرة يتسبب في أمراض فتاكة مثل السرطان.
وهناك 60% من ملوثات البيئة من عادم السيارات بالكويت ما يوازي مليون سيارة اضافة للباصات التي تستهلك ملايين الليترات من السولار وملايين من اطنان البنزين وكل هذه الافرازات تصيب الجسد وتصل الى دمه وأعصابه واحيانا لخلايا مخه.
وعادة في عادم السيارات يزيد ثاني اكسيد الكربون على ملايين الأطنان يحترق منه فقط 10% تخرج كميات كبيرة من اول اكسيد الكربون وثاني اكسيد الكبريت والنتروجين وغيرها عشرات الغازات السامة نتيجة عدم الاحتراق الكامل لها، كما ان هناك مشكلة اخرى محورية وهي «القمامة» التي تخلف وراءها اطنانا كبيرة من الملوثات الخطيرة وتزيد بازدياد عدد السكان ولو تتبعنا سلبيات التلوث الخطيرة لوجدناها هي السبب الرئيسي في الإصابة بأمراض الحساسية لنحو 30% من مواطنينا وما يترتب على ذلك من امراض الصدر والربو الشعبي وحساسية الأنف والأذن والجيوب وحساسية العين والجلد، فالجهاز المناعي يتأثر بها تأثيرا كبيرا.
هذه هي السلبيات الخاصة بالتلوث، فما الايجابيات اذن؟ إن القمامة ثروة، فانجلترا مثلا استطاعت تصنيف 14 نوعا من الورق من القمامة وامكنها تدوير 50% منها، اما المانيا فاستطاعت تدوير 70% وزادت نسبة هولندا الى 80% واصبحت الدول الاوروبية تربح من القمامة اكثر من 150 مليون دولار، منها اصناف عالية القيمة من الورق، اضافة الى توفير 60% من طاقة انتاج الورق من مصادرها الطبيعية، مع تقليل المواد الخام المتوافر لديها وهناك ايضا ايجابيات اخرى للقمامة هي الحصول على كمية هائلة من اطنان السماد العضوي الذي يكفي لزراعة الملايين من الاراضي الزراعية، ومع السرد المفصل للتلوث من حيث سلبياته وايجابياته فإن القمامة تنقل لنا اكثر من 20 مرضا تكلف وزارة الصحة الملايين التي تصرفها على ادوية لعلاج هذه الامراض كما تصرف ايضا على تدمير البيئة الصحية.