تحتفل الكويت الشقيقة يومي الخامس والعشرين والسادس والعشرين من شهر فبراير الجاري باليوم الوطني الثالث والخمسين والذكرى الثالثة والعشرين للتحرير ومرور ثماني سنوات على تولي صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم في الكويت الشقيقة.
وتمثل كل من هذه المناسبات الثلاث الغالية مراحل مهمة في تاريخ الكويت الحديث.
فاستقلال الكويت كان بداية الانطلاقة السياسية والاقتصادية والثقافية للكويت الحديثة، حيث أعلن استقلال الكويت في عهد الشيخ عبدالله السالم الصباح، يرحمه الله، وواصل مسيرة الحكم من بعده أمراء الكويت والذين دعموا ركائز الحكم إلى أن تسلم من بعدهم الإمارة صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد، والذي واصل المسيرة بكل حكمة واقتدار لما يتمتع به سموه من خبرة ودراية ونظرة ثاقبة عززتها سنوات توليه المسؤولية في مراكز مختلفة في الحكومة الكويتية.
ويأتي مرور خمسين عاما على استقلال الكويت مناسبة لتذكر تضحيات وجهود الأجيال المتلاحقة في ترسيخ دعائم الدولة الكويتية الحديثة وقيام دولة المؤسسات واستقرار المجتمع الكويتي.
وتذكرنا ذكرى يوم التحرير بالتضحيات التي قدمها شعب الكويت الأبيّ وشهداؤه الأبرار إبان فترة الغزو المريرة، إذ إنه يمثل بداية المرحلة الثانية في تاريخ الكويت المعاصر، والذي خرجت فيه من محنة الاحتلال الغاشم، واستطاعت خلال فترة وجيزة أن تواصل مسيرة النمو والإزدهار وأن تستمر في دورها الفعال مع شقيقاتها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية كعنصر نشط في المجموعة العربية والمجتمع الدولي يسعى للحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي والعالمين العربي والإسلامي والمجتمع العالمي.
كما أن مرور ثماني سنوات على تولي سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مسند الإمارة في الكويت الشقيقة أكدت قدرة سموه، بما يتمتع به من حكمة ودراية وخبرة متراكمة، على قيادة الكويت في هذه المرحلة المهمة من تاريخها، وأن يوفر للدولة الكويتية القيادة اللازمة للنمو والتطور ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
وإني لأنتهز هذه المناسبات الوطنية الثلاث الغالية للكويت لأشيد بالعلاقات التاريخية المتميزة بين الدولتين الشقيقتين المملكة العربية السعودية والكويت في عهود حكام الدولتين الشقيقتين الذين تعاقبوا على سدة الحكم فيهما وصولا إلى عهدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وهي علاقات تزداد متانة مع مرور الأيام حتى أصبحت مثالا يحتذى به في العلاقات الدولية على جميع مستوياتها، كما أنتهز هذه المناسبة بأن أتقدم بالتهنئة إلى صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد وإلى كل من سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك وإلى آل الصباح الكرام والشعب الكويتي الشقيق على حلول هذه المناسبات الوطنية الغالية، داعيا الله عز وجل أن يديم على الكويت الشقيقة نعم الأمن والاستقرار والرخاء وأن يحفظها مع شقيقتها المملكة العربية السعودية من كل مكروه.