كلمة «بيمة» في اللهجة العامية الكويتية تعني التأمين على السيارات بالذات دون غيرها من الأشياء التي يجوز عليها التأمين.
وتستعمل في اللهجة الكويتية في تصاريف متعددة منها «أبيم السيارة» بمعنى «أريد التأمين على السيارة»، أو «متى تنتهي بيمتها؟» بمعنى «متى ينتهي التأمين على السيارة؟».
أصل كلمة «بيمة» هو هندي وتلفظ تماما كما هي في اللهجة الكويتية.. ولكنها عند الهنود تعني التأمين بصورة عامة، ولا تقتصر الكلمة على السيارات فقط.
ويبدو أن بداية التأمين في الكويت قد بدأت مع السيارات وعن طريق إما الجالية الهندية أو بموظفين هنود يتولون التعامل مع الزبائن الكويتيين، فدخلت هذه الكلمة ضمن اللهجة الكويتية عن طريقهم.
أو ربما عن طريق التجار الكويتيين الذين كانوا يتعاملون مع الهند في تجارتهم واستخدموا «البيمة» للتأمين على بضائعهم، فلما دخلت السيارات الكويت وظهر التأمين أول مرة عليها كأول مجال للتأمين استخدموا نفس الكلمة الهندية للدلالة على التأمين على السيارات، «معلش» دوختكم بالبيمة وعلى أي الأحوال، فإن الكلمة في طريقها للاندثار في وقتنا الحالي من مفردات الجيل الجديد لتحل محلها كلمة «تأمين» ولكنها ستبقى في قاموسي «قاموس الزمن الجميل جيل الطيبين أصحاب القلوب النقية»، هي فئة عزيزة على قلوب الجميع قدمت الكثير والكثير من التضحيات للوطن، وحشا لله والحشا عن ألف يمين لم تنتظر مقابل ذلك أي مكرمات مالية أو معنوية معتبرة ان ما قدمته هو رد الجميل لهذه الأرض الطيبة، عانت هذه الفئة من الجحود والوعود الكاذبة من قبل الحكومة !
قالوا لهؤلاء وهم بالنسبة لي «ملح الحياة» وعليك ان تتخيل الزاد دون ملح! سنبني لكم مستشفى خاصا بكم ونخفض الرسوم الخدماتية في جميع الجهات الحكومية عليكم ووو..الخ، وتساءلت أين ذهبت هذه الوعود؟ ومن طبع الانسان النعمة التي أنعمها الله علينا جميعا وهي النسيان ونست هذه الفئة كل الوعود لأن القلوب بيضاء ونقية إلى ان جاء يوم الفرج غير مصدقة بإقرار القانون رقم 114 لسنة 2014 بشأن «البيمة الجديدة لجميع أحوالهم الصحية» ولكن يا فرحة ما تمت ما زلوا منتظرين رحمة السماء لتفعيله.
*بيت القصيد: تم إقرار القانون رقم 114 لسنة 2014 بشأن التأمين الصحي على المواطنين المتقاعدين ومذكرته التفسيرية وأقر من قبل مجلس الأمة في مداولته الثانية في مارس الماضي، واحد كبار المسؤولين في وزارة الصحة اكد حرفيا ان سيطبق فعليا في أغسطس أو سبتمبر كحد أقصى.
ونحن الآن في الثلث الأخير من شهر أكتوبر «تراها مسخت «امصخت» وقل حلاها»، والسؤال متى «بيمة المتقاعدين؟» ترى ما بقى في العمر كثر ما مضى؟ والله المستعان.
[email protected]