يقول سمو الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن في احدى روائعه الشعرية:
أحد قفل من دون هوجاسه الباب
وأحد غدت جدران بيته تفاكير
يا ساكن الهوجاس ممساك ما طاب
راحت مجاهيم وجتنا مغاتير
تذكرت هذه الأبيات الجزلة مع ما يعانيه المواطن من هواجس ولعل اكثر هاجس يعانيه في الليل وفي النهار هو هاجس السكن وحصوله على بيت العمر من مؤسسة الرعاية السكنية، لأن الغالبية العظمى لا يستطيعون شراء أراض ومن ثم بناءها فقد وصلت اسعارها الى الـ 400 ألف دينار ونصف مليون وأكثر هذا غير البناء الذي لا يكفيه قرض بنك الائتمان، وبالتالي يضطر هذا المواطن أن يصبر ويحتسب على الوقوف في طابور الإسكان وينتظر مشاريع تسير سير السلحفاة! طلبات الإسكان وصلت الى اكثر من 100 ألف طلب وتعودنا من بعض المسؤولين مع كل أزمة على نغمة شق الجيوب ولطم الخدود لتبرير عجزهم عن حل هذه الأزمة والتي هي من صنعهم من خلال سوء التخطيط وغياب الرؤية المستقبلية وزيادة عدد السكان حتى أصبحت طلاسم يصعب عليهم حلها! الحل سهل ان أرادوا ذلك فقط يحتاجون شجاعة في اتخاذ القرار بإزالة العوائق وفك تشابك امتلاك الاراضي ما بين مؤسسات ووزارات الدولة فالأراضي متوافرة.
بيت القـصيد: المساحة المستغلة حتى كتابة هذا المقال لا تتجاوز الـ 10% بالنسبة لمساحة الكويت بأكملها فلا يتحجج مسؤول ويتفلسف بشح الأراضي، فيا حكومة ارحمي حال المواطنين من الايجارات التي تأخذ نصف الراتب وأكثر ومش معقول ان ينتظر المواطن 15 إلى 20 سنة ليتسلم بيته، فهو يتقدم بطلبه وهو في ريعان شبابه وعند تسلمه يكون الشيب قد كسا رأسه ولحيته ! والله المستعان.
ملاحظة:
٭ المجاهيم هي الإبل لونها يميل إلى اللون الأسود.
٭ المغاتير هي الابل الوضح ولونها يميل إلى اللون الأبيض.