في صحيح البخاري (بإسناده): قال حدثنا علي أن فاطمة عليها السلام شكت ما تلقى من أثر الرحى فأتى النبي صلى الله عليه وسلم (سبي) فانطلقت فلم تجده فوجدت عائشة فأخبرتها فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته عائشة بمجيء فاطمة. فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلينا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت لأقوم فقال مكانكما. فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري. وقال ألا أعلمكما خيرا مما سألتماني إذا أخذتما مضجعكما تكبرا أربعا وثلاثين وتسبحا ثلاثا وثلاثين وتحمدا ثلاثا وثلاثين فهو خير لكما من خادم.
(صحيح البخاري ج4 ص 256 ط1981/دار الفكر)
وفي غيرها الكثير مما يؤكد على تسبيح الزهراء فاطمة عليها السلام وهو أن تكبر 34 ثم الحمد ثلاثا وثلاثين ثم التسبيح ثلاثا وثلاثين، وفي ذلك أفتى مراجع الدين باستحباب التعقيب به بعد الصلاة وهو الاشتغال بعد الفراغ من الصلاة بالذكر والدعاء وأفضله تسبيح الزهراء «عليها السلام». ولذلك نجد المسابح (في المسبحة عدد خرزها مائة حبة لعله تكيف مع هذا الاستحباب. كما أن التسبيح به قبل النوم فيه فضل وثواب. وتسبيح الزهراء فيه تواتر كذلك من أئمة أهل البيت «عليهم السلام» في فضله وعلو شأنه مثل:
عن الإمام الصادق «عليه السلام» «من سبح تسبيح الزهراء عليها السلام قبل أن يثني رجليه من صلاة الفريضة غفر الله له» وعن الإمام الباقر «عليه السلام» «من سبح تسبيح فاطمة عليها السلام ثم استغفر غُفر له، وهو مائة باللسان، وألف في الميزان ويطرد الشيطان ويرضي الرحمن».
وطبقا لذلك فإن التسبيح كذلك من الشعائر الإسلامية التي أكد عليها القرآن الكريم (وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم)، (والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه)، (فسبح باسم ربك العظيم) وعشرات الآيات الكريمة في هذا الشأن العظيم من الذكر.
وعندما اطلق على هذا التسبيح اسم تسبيح الزهراء فلعل ذلك انسجام مع أنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين من تأكيد قوله صلى الله عليه وسلم عن عائشة رضي الله عنها: «إن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو في مرضه الذي توفي فيه: «يا فاطمة ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين وسيدة نساء هذه الامة؟ وسيدة نساء المؤمنين» انظر مستدرك الصحيحين ج3/156 وقال هذا اسناد صحيح.
نبارك للجميع ذكرى مولد السيدة فاطمة الزهراء «عليها السلام» ـ 20 جمادى الآخرة (بعد البعثة بخمس سنين) ـ بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حليلة ولي المتقين الإمام علي «عليه السلام» أم الحسينين «عليهما السلام» أم زينب بطلة كربلاء، السلام عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها ومحبيها من الأولين والآخرين.
[email protected]