(قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)، (قل أطيعوا الله والرسول) «سورة آل عمران 31 و32» مبارك عليك الشهر الفضيل، ونذكر بما رسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم من خارطة طريق شهر رمضان المبارك لعلنا نسير على منهجه صلى الله عليه وسلم:
من خطبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في بيان شهر رمضان
ايها الناس: انه قد اقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله افضل الشهور، وايامه افضل الايام، ولياليه افضل الليالي، وساعاته افضل الساعات، هو شهر دعيتم فيه الى ضيافة الله وجعلتم فيه من اهل كرامة الله، انفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب، فسلوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة ان يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه، فإن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم، واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه، وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم، ووقروا كباركم وارحموا صغاركم، وصلوا ارحامكم، واحفظوا ألسنتكم وغضوا عما لا يحل النظر اليه ابصاركم، وعما لا يحل الاستماع اليه اسماعكم، وتحننوا على ايتام الناس يتحنن على ايتامكم، وتوبوا اليه من ذنوبكم، وارفعوا اليه ايديكم بالدعاء في اوقات صلواتكم، فإنها افضل الساعات ينظر الله عز وجل فيها الرحمة الى عباده يجيبهم اذا ناجوه، ويلبيهم اذا دعوه.
ايها الناس: ان انفسكم مرهونة بأعمالكم ففكوها باستغفاركم، وظهوركم ثقيلة من اوزاركم فخففوا عنها بطول سجودكم، واعلموا ان الله تعالى ذكره اقسم بعزته الا يعذب المصلين والساجدين والا يروعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين.
ايها الناس: من حسن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جوازا على الصراط يوم تزل فيه الاقدام، ومن خفف في هذا الشهر عما ملكت يمينه خفف الله عليه حسابه، ومن كف فيه شره كف الله عنه غضبه يوم يلقاه، ومن اكرم فيه يتيما اكرمه الله يوم يلقاه، ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه، ومن قطع فيه رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه، ومن تطوع فيه بصلاة كتب الله له براءة من النار، ومن ادى فيه فرضا كان له ثواب من ادى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور، ومن اكثر فيه من الصلاة علي ثقل الله ميزانه يوم تخف الموازين، ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور.
أيها الناس: ان ابواب الجنان في هذا الشهر مفتحة، فاسألوا الله ربكم الا يغلقها عليكم، وابواب النيران مغلقة، فاسألوا الله ربكم الا يفتحها عليكم، والشياطين مغلولة، فاسألوا ربكم الا يسلطها عليكم.
(مفاتيح الجنان ـ عباس القمي ص 22)