مع بداية شهر رمضان الفضيل، نذكر انفسنا والجميع بالغاية والهدف من شهر الصوم وهو التقوى (لعلكم تتقون)، وكلنا نقرأ هذه الآية الكريمة ونزين بها تبريكاتنا وتهانينا لاحبتنا، لكن من منا يعيش فعلا هذا الهدف ويعمل لتحقيق المزيد منه في حياته؟ والرسول صلى الله عليه وسلم عندما خطب في المسلمين في آخر جمعة من شعبان وبعد ان وضح لهم قيمة هذا الشهر وقدم لهم البرنامج النفسي والعملي للصائم وللامة الصائمة، قام احد الحضور وهو الامام علي بن ابي طالب عليه السلام في نهاية الخطبة واستأذن بالسؤال: ما افضل الاعمال في هذا الشهر؟ فأجابه صلى الله عليه وسلم وهو يعلم مغزى هذا السؤال لتوعية الجمهور فقال صلى الله عليه وسلم «الورع عن محارم الله»، فاذا كنا نحن المسلمين مطالبين باتباع الكتاب وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم واهل بيته عليهم السلام فإن الكتاب يؤكد على التقوى المرادفة، للورع عن محارم الله الذي اكد عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فأي عمل في هذا الشهر الفضيل لا يخدم هذا الهدف ولا يذكر الصائمين بهذه الغاية فهو لغو فارغ، لكن علينا ان نتذكر كذلك ان هناك مساحة كبيرة للنشاطات والاعمال التي تغذي حالة التقوى والورع الذي يعني القيام بأوامر الله ونواهيه ومنها زيارة الارحام والجيران والتوادد مع الاخوة والاصدقاء وحضور المساجد ومجالس ذكر الله تعالى بجانب الاستماع والمشاهدة للقصص التي تذكر بالقيم وتنصح بمعالجة الازمات والمشاكل التي فيها تفريج للهموم والكروب واعادة المياه لمجاريها من المودة والحب والحنان بين الازواج وافراد العوائل وتنصح الشباب بترك موبقات الانحلال والانحراف وتذكر ارباب الفساد وسراق المال العام والخاص برقابة السميع البصير الخبير وتنبيه من تحته سلطة كبيرة او صغيرة بمسؤولية السلطة على الامة بقاصم الجبارين، لاسيما من يعبث بمصالح الشعوب ويخذلها امام الحاقدين والغاصبين وعلى رأسهم الصهيونية العالمية، وبين هذا وذاك لا بأس ان يرفه الانسان عن نفسه بعضا من الوقت في اليوم ليعينه ذلك على حياته الجادة المليئة بالعمل والكفاح بدءا من ذاته الداخلية بمحاربة الهوى الطاغي على الخير، لذلك فإن من يعمل ضد هذا الهدف وتلك الغاية ولو بطريقة غير مباشرة بشغل الصائمين بالتوافه وتزرع فيهم الخفة والغفلة من البرامج والمسلسلات التلفزيونية وتسرق اوقاتهم فهؤلاء يخشى ان يكونوا ممن انتهك حرمة هذا الشهر الفضيل وعملوا على نقض هدف التقوى والورع عن محارم الله.
لكن البرامج التي تعمل لغرس مفهوم التقوى والورع عن محارم الله نقول لها اهلا وسهلا.