في الاسبوع الماضي نقل سيد حسين القلاف للصحافيين ان صاحب السمو الأمير قال له «ان الإعلام الرسمي لا يقوم بالدور المطلوب منه خلافا للقنوات الخاصة التي تبذل جهدا أكبر...»، وبالفعل فإن تلفزيون وإذاعة الكويت ـ كما يظهر مما يتناقله المواطنون ـ مهجوران، حيث اتجه الناس الى القنوات الأخرى وإلى إذاعة b.b.c ومونتي كارلو وأبوظبي.. الخ، المليئة بأخبار الساعة أولا بأول علاوة على التعليقات من مكان الحدث، والتي تجمع بين الرأي والرأي الآخر مهما كان مضادا ومتعارضا مع الرأي الرسمي، والناس كذلك تتساءل أين البرامج الحوارية الجادة مثل شبكة التلفزيون لعبدالرحمن النجار و6/6 ليوسف الجاسم وحواريات السنعوسي.. وغيرها؟!
أصبح التلفزيون والإذاعة الرسميان عندنا كنشرة الأخبار الرسمية التي يذيعانها!
كما ان البرامج الدينية، حيــث اليوم العنوان الضاغط عــــلى مجريات الأحداث السياســية والاجتماعية المــحـلــــية والخارجية، أحادية الرأي والمنطلق، رغم ان الساحة الدينية عندنا تتعدد فيها الآراء والاجتهادات.
ورغم ان أصحاب أطروحات الإذاعة والتلفزيون هم ـ في الغالب ـ مبعث الوجع والأرق من السياسيين المنتمين لتيار الإذاعة والتلفزيون بل وحتى مناهج وزارة التربية، ومع هذا يلقون كل حنان وتدليل من الحكومة المتوجعة دوما منهم، بينما التيارات الأخرى التي يشار اليها بالبنان على انها محل تدليل هي في الواقع محل الغاء وإهمال وتهميش من الحكومة، وفي ذلك أحد مصاديق القول بأن سياسة الحكومة في الأساس هي السبب في تنمية وازدهار هذه الأزمات المتلاحقة التي بطر أصحابها ولسان حالهم «هل من مزيد»؟!
[email protected]