الهجوم الدموي على المسيحيين في العراق وفي الاسكندرية المصرية وغيرهما هو عمل اجرامي بغيض ذو اهداف دنيئة معلومة لدى كل انسان يحترم آدميته، ومن الغريب ألا نسمع ولا نقرأ من اغلب كبار العلماء المسلمين الكويتيين وغيرهم استنكارا وتنديدا لهذا العمل الخسيس الذي يندي له جبين كل مسلم يحرص على نقاوة وسلامة الاسلام الصحيح من اي تشوهات وتصورات خاطئة.
ان العلاقة بين المسلمين وغيرهم من اهل الكتاب علاقة ضاربة في القدم من الزمن، ويكفي ان يحدثنا التراث الاسلامي الخالد عن صورة مشرقة توضح هذه العلاقة المبنية على التفاهم والحوار والعلاقات الحسنة المتبادلة، والقرآن الكريم يحدثنا عن ذلك في كثير من آياته الكريمة ومن ذلك: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من ديارهم أن تبروهم وتقسطوا إليهم، إن الله يحب المقسطين، إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم وظاهروا على اخراجكم – الممتحنة 8).
وهؤلاء المسيحيون الضحايا المسالمون الأبرياء الذين تعايشوا مع المسلمين هم في جواره وذمة المسلمين، فكيف يقتلون ظلما وعدوانا بغير جريرة؟ فدماؤهم حرام واموالهم حرام.. هكذا افتى علماء الاسلام ومنهم المرحوم السيد محمد حسين فضل الله قدس سره (الندوة ص 810) وآية الله العظمى السيد السيستاني حفظه تعالى، وقد اعد سرقة اموال غير المسلمين الخاصة والعامة غدرا ونقضا للأمان الضمني (انظر فقه المغتربين ص180)، بل يجوز للمسلم ان يتخذ معارف واصدقاء من غير المسلمين يخلص لهم ويخلصون له ويستعينون بهم ويستعيون به على قضاء حوائج الدنيا (انظر الآية الكريمة السابق ذكرها)، كما يجوز تهنئة الكتابيين من يهود ونصارى في اعيادهم ومناسباتهم، وقد امر الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم بمداراة الناس «امرني ربي بمداراة الناس كما امرني باداء الفرائض»، مثلما ورد عن الامام الصادق عليه السلام «وان جالسك يهودي فأحسن مجالسته»، وتذكر قول امير المؤمنين الامام علي عليه السلام وهو يوصي مالك الاشقر (الوالي على مصر) بالرحمة بالناس مسلمهم وذميهم بقوله: «.. اما أخ لك في الدين واما نظير لك في الخلق».
ان السكوت عن هؤلاء القتلة المجرمين سينطوي على مآس وشر (لا سمح الله) خاصة بينهم عوام الناس الذين تحركهم العواطف اكثر من المواقف العقلانية، انهم يريدون تخريب العباد والبلاد ومازالت اياديهم ملطخة بدماء الابرياء من طوائف المسلمين وواهم من يشعر بأنهم يقفون عند هذا الحد فهم سوف يتوغلون نحو حتى من يخالفهم الرأي أو المنهج الديني داخل الطائفة الدينية الواحدة.
ان هذه القضية ينبغي ألا نهملها بسبب الاوضاع السياسية عندنا فالتاريخ القريب والبعيد علمنا اننا لسنا وحدنا في هذا العالم الكبير الصغير.
بيان النواب «عدنان سيد عبدالصمد وناجي العبد الهادي ود.معصومة مبارك، وعلي الراشد وحسين الحريتي» المنشور في الصحف يوم الاثنين 3/1/2011 بيان متوازن تمت صياغته بحرفية سياسية صريحة وواضحة يستحق التأييد والمؤازرة من جميع النواب، ودراسته من قبل الحكومة فهي لها ولهم رسالة في صميم هذه الازمة.
[email protected]