نحمد الله تعالى ساجدين شاكرين لأنعمه الوارفة، ثم نرفع لمقام صاحب السمو الأمير حفظه الله آيات الشكر والتقدير على مكرمته السخية والتي تمثل رمزا للمعايشة الحانية من سموه لعموم شعبه الوفي. وفي ذلك رسالة بأن الكويت لا يمكن مقارنتها مع الآخرين في مجال رعاية مواطنيها في معاشهم اليومي والسعي الدؤوب في توسيع وتكريس دولة الرفاه، سائلين الله سبحانه وتعالى أن يديم نعمه علينا وعلى سائر المسلمين والمعوزين في العالم.
وإننا هنا نناشد الجميع الحرص والتأني في مصارف هذه المكرمة بحيث تؤتي ثمارها المباركة، وذلك بحمايتها من آفات الإسراف والتبذير في مصارف لا تغني ولا تسمن، يراعى فيها حق الله تعالى وحق عيال الله تعالى، لاسيما الابناء الذين لم يبلغوا الرشد، وان المسؤولية الوطنية لتدعو مؤسساتنا المالية لطرح مشاريع وصناديق استثمارية سهلة ومخففة من القيود لتشجيع عموم المواطنين لادخار واستثمار هذه المكرمة، أو جزء منها كلما أمكن، كما ان هذه المسؤولية تفرض الامانة والصدق على المؤسسات التجارية بأن تحترم غايات هذه المكرمة الأميرية، وان تحفظ للمواطنين حقهم في الاستفادة من المنحة المالية بعيدا عن الاستغلال الجشع عبر رفع الاسعار، وان اجهزة الدولة المعنية مطالبة بأن تتحمل واجباتها الرسمية في مراقبة الأسعار ومحاربة الفساد والغش والتدليس واحترام الحقوق والحريات. وان ذلك كله من مصاديق الشكر والحمد، ولقد تعهد الله جل ثناؤه بالاستزادة من هذه النعم بقوله تعالى (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم).
كلمة أخيرة: هذه المكرمة الأميرية كانت تحتاج الى إعلان وبيان عام يتناسب معها بالتوقيت المناسب، بحيث يشكل مفاجأة سارة تأخذ صداها الشعبي الفرح أكثر من هذا الاسلوب الباهت عندما يعلن عنها بعد منتصف الليل الى بعض الصحف وبتصريح وزاري مقتضب! أهكذا يتم التعامل مع مثل هذه المكرمة؟!
لو كانت بيد الآخرين من أبناء بلدي لوجدت العجب العجاب! نقول ونكرر انه للاسف الحكومة تفشل في تسويق مشاريعها الشعبية!
[email protected]