كل التمنيات الطيبة لسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد حفظه الله تعالى بعد مرور خمس سنوات لنيل سموه ثقة صاحب السمو الأمير وثقة الشعب الكويتي لحمل هذه الأمانة الوطنية.
خوفك من مديح النواب لوزير الداخلية القديم الجديد الشيخ احمد الحمود، فهل يصمد هذا المديح مع صرامة الوزير في تطبيق القانون على الجميع ومنع تجاوزات بعض النواب لتمرير واسطاتهم الباطلة فينقلب الحال الى احتقان وتأزم واستجواب؟!
لكن ينبغي ان يقال وبشفافية ان الشيخ الحمود ـ ومع كل تمنياتنا له بالتوفيق ـ لا يحمل عصا موسى عليه السلام ولا معجزة عيسى عليه السلام وإنما فقط خبرته وجهده، لكن نجاحه كوزير للداخلية يكمن عبر تناغم مجموعة من المؤثرات المهمة التي تتدخل في الوضع الأمني للبلاد على المستوى العام والبعيد المدى، ورغم ان الكويت ـ بحمد الله تعالى ـ تختلف اختلافا شاسعا عن ظروف تونس ومصر واليمن والأردن.. إلخ، إلا انه من الواجب قراءة هذه الأحداث جيدا، لأن شيئا من الضيق والاحتقان وقليلا من القهر قد يشكل بذورا تحت الأرض وألغاما مؤجلة ولو عبر أجيال قادمة (لا سمح الله تعالى)!
ولذلك فإن ثقافة المجتمع بنيل الحقوق عبر الواسطات والتجاوزات وصراخ النواب يجب ان تتغير، والمناهج التربوية في التعليم والتي تحتوي على الكراهية والعصبية وتكفير الآخرين يجب ان تلغى، والبرامج الإعلامية الرسمية ينبغي ان تفسح مزيدا من الحوار الصريح مع الرأي الآخر، وان يكون هناك ثقافة حسن الاستهلاك وتنمية ثقافة الادخار والابتعاد عن أسباب العوز المالي المفضي الى السرقة وانتهاك الأموال العامة والخاصة وأن تعمل الجهات الحكومية على تكافؤ الفرص في المكتسبات الفردية والمؤسساتية بين أطياف النسيج الكويتي فالمساواة والعدالة دعامتان من دعامات الأمن والطمأنينة، كما ان منهجية نزع الاعترافات الأمنية من المتهمين عبر التعذيب الجسدي يجب ان تستبدل بوسائل أخرى فيها من الذكاء والفطنة مع التوسع في الوسائل التكنولوجية الحديثة، وأن يصدق المسؤولون والنواب في قول الحق والاستماع له بلا فظاظة في مستوى الخلق وبعيدا عن الانتقائية الفئوية، هذه التي أسكتت النواب يوم ان صرحت الحكومة في الحقبة السابقة بأنها تتعامل مع المتهمين بالفلقة! فسكتوا فاستمرأت الجهة الأمنية مشوار التعذيب!
خلاصة الأمر انه من المعيب ان نحمّل وزير الداخلية تبعات وإرث كل السياسات المعوجة التي تساهم من قريب أو بعيد في بناء بؤر الجريمة. نعم إن ذلك لا يعني ان تتراخى أجهزة الداخلية في القيام بمسؤولياتها المباشرة، لكن المطلوب النظرة البعيدة والاستراتيجية العامة، فالقوم يحصدون اليوم ما زرعوا بالأمس!
وشكرا لوزير الداخلية السابق الشيخ جابر الخالد على تكريس مسؤولية وثقافة الاستقالة.
[email protected]