في ذكرى المولد النبوي الشريف، جدير بنا ان نقف هنيهة ونذكر ابا القاسم الحبيب المصطفى محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالإجلال والتوقير والاحترام، ونعيش شيئا من خلقه وجهاده وتحمله المتاعب في سبيل كل الخير لأمته وللإنسانية عامة، وكان حفيده زين العابدين الإمام علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب يلخص ذلك في مقطوعة دعاء رائعة من روائع الادب العربي الاسلامي الرفيع نقتطفها من «الصحيفة السجادية»:
الحمد لله الذي من علينا بمحمد نبيه صلى الله عليه وآله دون الامم الماضية والقرون السالفة بقدرته التي لا تعجز عن شيء وإن عظم ولا يفوتها شيء وان لطف فختم بنا على جميع من ذرأ وجعلنا شهداء على من جحد كثرنا بمئة على من قل.
فاللهم صل على محمد امينك على وحيك، ونجيبك من خلقك وصفيك من عبادك امام الرحمة وقائد الخير ومفتاح البركة كما نصب لأمرك نفسه وعرض فيك للمكروه بدنه وكاشف في الدعاء اليك حامته وحارب في رضاك اسرته وقطع في احياء دينك رحمه واقصى الادنين على جحودهم وقرب الاقصين على استجابتهم لك ووالى فيك الابعدين، وعادى فيك الاقربين وأدأب نفسه في تبليغ رسالتك وأتعبها بالدعاء الى ملتك وشغلها بالنصح لأهل دعوتك وهاجر الى بلاد الغربة ومحل النأي عن موطن رحله وموضع رجله ومسقط رأسه ومأنس نفسه ارادة منه لإعزاز دينك واستنصارا على اهل الكفر بك حتى استتب له ما حاول في اعدائك واستتم له ما دبر في اوليائك فنهد اليهم مستفتحا بعونك ومتقويا على ضعفه بنصرك فغزاهم في عقر ديارهم وهجم عليهم في بحبوحة قرارهم حتى ظهر امرك وعلت كلمتك ولو كره المشركون اللهم فارفعه بما كدح فيك الى الدرجة العليا من جنتك حتى لا يساوى في منزلة ولا يكافأ في مرتبة ولا يوازيه لديك ملك مقرب ولا نبي مرسل وعرفه في اهله الطاهرين وامته المؤمنين من حسن الشفاعة اجل ما وعدته يا نافذ العدة يا وافي القول يا مبدل السيئات بأضعافها من الحسنات انك ذو الفضل العظيم الجواد الكريم.
معاني الكلمات:
لطف: صغر ودق ـ ذرأ: خلق ـ جحد: أنكر ـ كاشف: جاهر ـ حامته: خاصته ـ أدأب: أجد واستمر ـ النأي: البعد (يعني المدينة المنورة) ـ رحله: منزله (يعني مكة المكرمة) ـ استتب: استقام ـ البحبوحة: وسط الشيء ـ كدح فيك: جد في طلب رضاك وقربك ـ العدة: الوعد.