عبدالهادي الصالح
فكرة المقال: نقد المؤتمر «الاسس الفكرية لوحدة الامة» نظرا لعدم تمثيل انشطته للمدارس الاسلامية التي تمثل مكونات الوحدة في مجتمعنا وعالمنا الاسلامي.
في حواره مع «الأنباء» (12 الجاري)، قال النائب دعيج الشمري «المجتمع الكويتي متجانس وتعايشنا منذ مئات السنين سنة وشيعة، ولا يوجد اي خلل»، ونحن هنا نثمن مثل هذا القول، لاسيما أننا نعيش في اقليم فيه من يتربص لتفجيره بالروح الطائفية المقيتة، وها هي الارواح بالمئات والمساجد والحسينيات والعتبات المقدسة تقتل وتدمر تحت الهوية الدينية، علاوة على التصريحات والنشاطات الاستفزازية تارة تحت التحذير من الهلال الطائفي وتارة تحت الاتهام بالولاء الخارجي، ايضا جميل جدا ان تنظم عندنا جمعية الاصلاح الاجتماعي مؤتمرا عن وحدة الامة، ولا بد انه نتاج هذا الهم المشترك الذي تبرز رؤوسه مع تلك الفتن التي تهدد اقليمنا الخليجي وعالمنا الاسلامي، لكن يحزننا ونحن نقرأ اسماء المشاركين ولا نرى اي مشاركة للرأي الآخر الذي تمثل مدرسته الاسلامية الاخرى طرفا في موضوع الوحدة، والناس من حولنا تتساءل: لماذا هذا التناقض ما بين عنوان المؤتمر ومضمونه الذي غيب فيه عنصر اساسي من عناصر وحدة الامة؟ هل خلت الساحة الاسلامية والوطنية من مفكر او فقيه او مؤرخ او سياسي الخ من هذه المدرسة والتي اقصد بها المدرسة الامامية (الشيعة) والتي اشار اليها ابن جمعية الاصلاح وأحد رموزها السياسيين النائب دعيج الشمري؟
النهج الالغائي اثبت فشله الذريع ولا بد من مواجهة الواقع والاستماع للجميع متى كان هذا الطرف مستعدا للحوار، وعنده قابلية لاصل الموضوع وهو هنا الوحدة، طبعا هناك تفسير لمضمون هذا المؤتمر انه رسالة سياسية تمهد الطريق لائتلاف انتخابي بين طرفين (الاخوان والسلف) اكثر من انه مشروع فكري عام، واذا صح ذلك فإنه من العيب ان يستغل موضوع الوحدة الوطنية او الاسلامية الكبير لغرض صغير يحمل معنى نقيضا للوحدة، وهذا ما لا نرضاه لمن عهدنا منه الوسطية والفكر المتوازن والموقف الحصيف.