عبدالهادي الصالح
اسطوانة مشروخة وكلام ممجوج ومأخوذ خيره عن اتهام خبيث حول «ولاء الشيعة»، أما آن لمثل هذا الكلام ان يدفن بعد ان قتل جدلا، وبعد كل مظاهرالصمود الشعبي والوحدة الوطنية في مواجهة الاحتلال الصدامي، لماذا يثيره البعض في مناسبات وحوادث هنا وهناك؟ وهل الشيعة كتلة واحدة ذات قيادة واحدة توجهها سياسيا شرقا وغربا؟ وهل الشيعة مسؤولون عن هذا التصرف أو ذاك؟ الجميع يعلم انهم كأي فئة من النسيج الوطني فيهم المتدين وفيهم الليبرالي وفيهم من مع هذه الكتلة البرلمانية أو ذلك التجمع السياسي، وكل له افكاره ورؤاه وانتماءاته، واذا كان من محاسبة أو مساءلة قانونية عادلة فليكن ذلك في مواجهة هذا الفرد اوتلك الجماعة السياسية وفي حدودها، لا التسارع في الاتهام الجماعي الذي ينم عن نية خبيثة منطلقها التعصب الاعمى وروح الاحقاد الجاهلية واستهداف التهميش والالغائية والاثارة الفارغة، ولماذا يستهدف الشيعة دائما في موضوع الولاء الوطني، هل خلت الفئات والجماعات الاخرى من افكار وممارسات تعتبر في حكم الاستيراد الخارجي وما اكثرها، ومع ذلك لا يوجه لهم الاتهام بعدم الولاء الوطني، للاسف امر ينم عن حقارة واسفاف رغم كل مظاهر الوطنية التي فاقت حتى فئات النسيج الوطني الاخرى منذ حوادث المجلس 1938 حتى اليوم، هذا اذا كان منطلقهم الفرز الطائفي، ورغم ذلك كان من يسميهم «كڤيتي مال أول».. اشارة الى الولاء الايراني ايام شاه ايران المقبور رغم ان الشيعة حالهم حال الفئات الكويتية في اصولهم التاريخية القديمة من الاحساء ونجد والعراق والبحرين ولبنان بالاضافة الى ايران.
واذا كانت العاطفة الدينية هي مصدر هذا التشكيك فهذه العاطفة اولا نحو النبي ژ واهل بيته عليهم السلام، والذين تتوزع مراقدهم الشريفة في ايران والعراق والسعودية، ثم الى مرجعياتهم الدينية في قم ومشهد والنجف وكربلاء وبيروت والبحرين والاحساء، وهذا مختلف عن الانظمة السياسية التي تحكم هذه البلاد، والشيعة لا ينفردون في ذلك فإنه من بيننا من مرجعيته الشيخ محمد بن عبدالوهاب ومن سار على نهجه من العلماء والمراجع الدينية في السعودية، وهناك من يتخذ مرجعيته علماء الازهر الشريف في القاهرة، أو الشيخ حسن البنا ومن خلفه، وهي كلها حق ديني لصيق بالحرية الشخصية التي كفلها الدستور الكويتي والمواثيق الانسانية، ويشملها كذلك التعاطف السياسي والفكري المتعدد الى اتجاهات شتى، وهي قابلة للنقاش والحوار، لكن من غير المقبول الاتهام باللاوطنية، نعم اذا كانت تلك المرجعيات وهذه العواطف تتجه نحو التخريب الداخلي الوطني، فهذا هو الخط الاحمر الذي يواجه بحدوده دون اتساعه الى شريحة بأسرها، واذا كان ثمة جدل وهاجس لابد من مناقشته في اطار الروح الوطنية، فلتتم مناقشة المبادئ الدستورية المتفق عليها، هل نبذ التمييز الديني والفتوى بجميع اشكالها والمساواة والعدالة وتكافؤ الفرص في جميع المجالات وهل استوعبت كل الفئات الكويتية؟
وذلك لتأكيد شعارنا الذهبي «كلنا للكويت والكويت لنا جميعا»، وكما قال صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد - حفظه تعالى - ان الكويت ليست لفئة دون اخرى.