يبدو ان مجلس الأمة لم يعد كافيا لممارسة بعض النواب أدواتهم الدستورية، واتجهوا الى الساحات والشوارع سعيا نحو تكسير ما ألزمهم المجلس بقراراته التي جاءت مخالفة لمبتغياتهم، بل ووصموا زملاءهم النواب الذين مارسوا حقهم في اتخاذ الموقف والرأي بحسب قناعاتهم، وصموهم بالخونة وتوعدوهم بالثارات وأحرقوا صورهم (كما جاء في الخبر الصحافي)! بل ومارسوا قمة التناقض فبينما يهتفون «عاش الأمير» نجدهم مرغوا مراسيمه الأميرية بتعيين الشيخ ناصر المحمد رئيسا للوزراء، وهتفوا «يسقط ناصر المحمد»!
أم هو لون جديد من التقية السياسية تجاه سمو الأمير؟! ومن هؤلاء النواب من كان قد اقترح حبس كل من يطالب بحل مجلس الأمة 5 سنوات، ونراه الآن يطالب بنفسه بحل مجلس الأمة ويسير خلف لوحات تطالب بالحل!
نحن مع حرية التعبير والدفاع عنه، لاسيما من الشباب الذين لم يجدوا منبرا حرا ليجاهروا بآرائهم وضمن النظام العام لكن في تظاهرة الجمعة لم نر إلا شبابا يرددون ما يقوله هذا النائب وغيره من الشياب (الشياب) وهي عبارات وآراء استهلكت كثيرا، بل ان هؤلاء النواب هم من يعين مكان التجمهر وتوقيته ومضمونه وهتافاته حتى اذا ما انتهوا قالوا لهم «ياللا يا شباب انتهينا كل واحد الحين يروح بيته» يعني المسألة للشباب «بيّو.. بيّو برو.. برو» يعني تعال تعال روح روح! مساكين هؤلاء الشباب لا حول لهم ولا قوة إلا الوعود البراقة التي يطلقها النواب ولم يحققوها لهم داخل المجلس.
أين مواقفهم (الشباب)؟ أين آراؤهم؟ أين منهجيتهم الجديدة التي يطالبون بها رئيس الحكومة؟
نريد أن نسمع هؤلاء الشباب، فبالفعل عندهم معاناة في التوظيف، في التطبيب، في التعليم، في معدل الفساد الذي يلاحق أحلامهم، كان المتوقع ان نسمع منهم وجهات نظرهم المستقلة ومنهجهم الجديد لا تكرار ما يردده النواب آلاف المرات داخل وخارج المجلس، اذا كانت مسألة تقليد ما جرى من ثورات في دول النظم الديكتاتورية فالوضع مختلف عندنا تماما، نعم عندنا ظلم وانتهاكات وتجاوزات، لكن الدستور الكويتي المتفق عليه قيدنا بوسائله وأدواته وبمبادئه، وعندنا الحريات الواسعة ونظام حنون على شعبه وإن تعدى عليه، أتمنى إذا كانت ثمة تجمعات شبابية في ساحة الإرادة ان يفسح هؤلاء النواب لهم ليقولوا ما يشاءون في ظل النظام العام وعلى النواب أن يرحلوا إلى قبة عبدالله السالم ويتشاطروا في كسب وتحقيق ما يطالب به الشباب المستقلون والمتجردون من أهواء أجندات الشياب (الشياب) نحو كويت نظيفة من الفساد المالي والسياسي ومن التملق السياسي الباصج (يعني تملق لا يحقق شيئا إلا الأطماع الشخصية للمتملق)، أعتقد ان الجميع تواق لأن يسمع شيئا جديدا ومختلفا من حناجر الشباب الطرية، فالكويت كلها تسمعهم.
٭ علق أحدهم على أحداث الجمعة: «يبيله درع الجزيرة»! وهو أمر استساغه مجموعة هؤلاء النواب وامتدحوا طريقه الى البحرين ولم يروا فيه اي غضاضة، فالداخلية عندنا لا تحب ان تصطدم بالأهالي فليتركوها لدرع الجزيرة فهم الأولى بهذه التهديدات الداخلية، أم انه تناقض آخر؟!
مساء الثلاثاء 10 مايو الجاري الساعة 7 مساء دخل أحد الشباب الى مسجد الكليب بقرطبة ليشارك فيه بمسابقة المرحوم حمود ناصر الجبري لحفظ القرآن وهو شاب اختلط القرآن بلحمه ودمه، لكن أحد أعضاء اللجان وهو مصري الجنسية عندما سأله عن اسمه قال له «وايه اللي جايبك في مسجدنا؟» أجابه الشاب قائلا: ان علماءنا يقولون لا فرق بين الشيعة والسنة في القرآن!
فأحرج هذا العضو ولكن أثناء المسابقة وضعوا العصي وأخرجوه من صف الفائزين!
[email protected]