مع الاعتراف للبحرينيين بأنهم «أبخص» في شؤونهم الداخلية، لكن ارى من الاهمية الآن ان تتجاوب المعارضة البحرينية مع دعوة الحوار التي دعت اليها السلطة هناك، ومهما بالغت المعارضة بالتشكيك في مصداقية هذا الحوار لكن لابد من الولوج مرة اخرى اليه، وعلينا ان نتذكر ان القرآن الكريم حث على الحوار وعرض لنماذج من الحوارات الالهية.
ومن المؤكد ان الحوار البحريني بين السلطة والمعارضة كان قائما حتى قبل الاحداث الاخيرة وعندما امتنعت المعارضة اثناءها عن التجاوب مع دعوة سمو ولي عهد البحرين في بداية المواجهة فإنها كانت تستند الى تجاربها السابقة في هذا المضمار بأنه حوار الطرشان والنكث بالوعود (حسب ادعاء المعارضة)، لكن في نظري ان الحوار المستجد اليوم ان جرى فإنه يجري في اجواء سياسية مختلفة تماما عن الاجواء السابقة فالحدث البحريني اصبح في واجهة العالم ومتابعته ومراقبته وتقييمه، لاسيما انه يحدث في خضم الاحداث الشعبية العربية المتلاحقة، ويكفي في ذلك انه حاضر دائما في الخطاب الرسمي للقيادة القطبية الاميركية والمنظمات الدولية!
ولنتذكر كذلك، ان مبدأ «خذ وطالب» اثبت جدواه في كثير من الاحداث العالمية المفصلية، وان الصد والاعراض قد يقضي على فرص قد لا تعوض ولعل في دعوة الزعيم التونسي الاسبق بورقيبة في شأن القضية الفلسطينية «خذ وطالب» حدثا يستحق التفكير والاتعاظ!
ولـذلك لابـد مـن اعـادة الثقـة بيـن الاطراف في الحوار البحريني، وان يتسم بالشفافية المطلقة بان تفتح القلوب بفتح كل الملفات العالقة في الاذهان صريحا وبلا تحفظ سواء تلك الاتهامات من النظام البحريني او الهواجس من المعارضة.
وان يتم وضع اسس تصحيح اخطاء الماضي ومعالجة تبعاته وآثاره والتحقق من كل المزاعم والادعاءات، ولعل تصريح سمو ولي عهد البحرين واعترافه بوجود اخطاء لدى الجانبين يمهد الاجواء لقبول هذه المنهجية، وان تعلن على الملأ نتائج هذا الحوار اولا بأول لان الشعب البحريني بكل شرائحه طرف مؤثر ومتأثر مثلما كان محل متابعة وتأثر من الاوساط الشعبية الخليجية والاقليمية.
*****
واخيرا، جميل جدا ان يتزامن قرار إلغاء محور البعثة الطبية الكويتية الى البحرين من استجواب سمو رئيس الوزراء من قبل المستجوبين (عندنا في الكويت) مع قرار مملكة البحرين بإيقاف سريان حالة الطوارئ فيها (السلامة الوطنية)! هل هو مصادفة ام ان المستجوبين واجهوا جدار الوحدة الوطنية الكويتية؟!
*****
فتح مصر معبر رفح الفلسطيني قرار مصري شجاع تزامن مع خطاب اوباما الاخير ليأتي ردا على مكابرة اميركا في الوقوف مع اسرائيل مع كل تجاوزاتها على القرارات الدولية، مصر ثورة الشباب بالفعل تحتاج الى الدعم والمساندة، لاسيما ان الضغوط عليها ستزداد لاعادتها لعهدها السابق في سياستها الخارجية لاسيما في الملف الفلسطيني المنسجم مع مصالح اسرائيل، فكل التحية لشباب مصر الواعدين.
[email protected]