عبدالهادي الصالح
ربما لا يعرفه الكثيرون، لكن التيار السياسي الاسلامي الشيعي بالاخص يعرفه ويدين له بالفضل الجميل، انه المربي الفاضل الاستاذ المرحوم حسن فالح الناصر الذي يعتبر احد النشطاء السياسيين والتربويين الذين قادوا عملية الوعي الاسلامي وبادروا بالعمل السياسي، ولعل ابرز السياسيين ومنهم بعض اعضاء مجلس الامة وبعض العلماءالكويتيين تتلمذوا على يديه، حيث كان من المتفاعلين مع نشاط مسجد النقي التوعوي في منتصف الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، فواصل جهوده في اعداد وصقل مواهب الفتيان عبر دروسه ومحاضراته الشائقة في الدروس الصيفية وفي مخيمات البر، ثم اشترك في النقلة النوعية لمسار جمعية الثقافة الاجتماعية انتقلت من موقعها في بنيد القار الى المنصورية ثم الى موقعها الحالي المغيب في ميدان حولي قريبا من مسجد زين العابدين قرب دوار جوازات حولي حيث كانت تتجمع حوله حلقات الاطفال فاحبهم واحبوه فدفعه هذا الحب الطفولي الى استكمال دراساته العليا في اميركا حول تربية الاطفال، لكن ذلك لم يمنعه من التواصل مع زملائه الكبار ومنهم المدرسون والمدرسات فشكل منهم تكتلا نقابيا نجح في الاشتراك في توليفة وطنية لمجلس ادارة جمعية المعلمين في الثمانينيات، كان دائما همه الاســـلام وحماية النشء من الفساد الفكري والعقائدي والاخلاقي.
وربما قاده هذا الهم الى المزيد من التعب والارهاق البدني والنفسي فواصل جهوده وتحمل همومه على حساب صحته، وبدأ بكتابة مؤلفات منها ما هو مطبوع مثل «نهج الهداية» و«أدب الأطفال» ومنه مخطوط كشرح كتاب آية الله الشهيد محمد باقر الصدر «الأسس المنطقية للاستقراء» وكان قبل وفاته في طور اعداد مؤلف توثيقي عن تاريخ الجماعة المؤمنة في الكويت، لكن القدر المحتوم وافاه إلى المليك المقتدر سبحانه، ولأجر الآخرة خير وأبقى لك يا أبا علي! رحمك الله ففي هذه الايام تحل على محبيك وتلاميذك ذكرى الأربعين لوفاتك، رحلت وقد اخذت معك زادا طيبا من مآثرك وبصماتك وتركت صدقات جارية لك، ومنها ولدك البار سماحة الشيخ علي حسن فالح، فنعم الصدقة.