عبدالهادي الصالح
في افتتاحيتها بمناسبة العيد الـ 32 منذ صدورها، قالت «الأنباء»: «النهج الذي نسير عليه مازال كويتيا، لمصلحة الديرة وخير أهلها» مصلحة الوطن والمواطنين هدف سام، الكل يرفعه شعارا ولكن نجد في الواقع ان المصلحة قد تكون هي الفئوية أو الشخصية، ولذلك لا نعجب ممن يثير الأحقاد والانقسامات السلبية بدعوى الحرية، ولا نعجب ممن يقتات على الفساد وهو يدعي حماية المال العام، ولا نعجب ممن يهتك الحقوق والحريات وهو يزعم انه من حماة الدستور، واننا نكبر في «الأنباء» عدم انجرافها نحو الاثارات الصحافية التي مادتها الحرب الفئوية بين المواطنين أيا كانت انتماءاتهم العرقية أو الدينية، أو ان تكون صفحاتها مسرحا لمنتهكي المكاسب الوطنية مالية كانت أو دستورية.
وتقول «الأنباء» في تلك الافتتاحية «المصداقية في عالم الصحافة هي النهج الأصعب وحين اختارت «الأنباء» النهج الأصعب كان المقابل احترام قارئنا».
والواقع ان شارع الصحافة الكويتية يشهد اليوم عددا هائلا من الصحف اليومية ربما سيصل عددها الى قرابة ثلاثين صحيفة يومية، ولا شك أن ذلك يمثل تحديا للصحافة اليومية غير مسبوق به مما يفرض جوا تنافسيا ملتهبا للاستحواذ على الكم الأكبر من قراء السوق الكويتي المحدود مما قد يغري بعضها بالتواطؤ مع الإثارات الوهمية من أخبار غير صادقة وتحقيقات وتحليلات مفبركة، إضافة الى الصور الأقرب إلى الخلاعة وهي بالاضافة إلى كونها وسائل غير نزيهة ومنحطة الا أنها أدوات تدميرية للديرة وأهلها مقابل مصلحة ضيقة للتوزيع الأكثر! ونحن نكبر في «الأنباء» انها تنحى المنحى الذي يتفق مع مصلحة الديرة وأهلها فكان ولايزال خطها واضحا جليا في العقلانية بلا اثارة رخيصة.
وفي ختام الافتتاحية تؤكد «الأنباء» على الوفاء بالعهد الى ما شاء الله أن تكون «الأنباء». ونحن نشاركها الدعاء لله تعالى في أن يبقى أهل الكويت الحصن الحصين للديرة بالالتفاف حول دينهم ثم دستورهم تحت قيادتنا السياسية ممثلة في صاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء بدعم ومؤازرة من الكويتيين الأوفياء والمقيمين الشرفاء.
مبروك لـ «الأنباء» لأصحابها ولأسرة التحرير وكامل العاملين فيها، وكل عام والجميع بعافية وخير.