عبدالهادي الصالح
لست من المتابعين للمسلسلات التلفزيونية، ليس استهانة بالاعلام وآثاره على الجمهور، ولكن بسبب ضيق الوقت وانشغالاتي بالأهم.
صدور أحد البيانات الصحافية التي تندد بالمسلسل التلفزيوني «في البيوت أسرار» بدعوى انه تشويه اخلاقي للمجتمع الكويتي ساهم في ان يتملكني الفضول لمشاهدته، والواقع كان نافذة للإطلال على جانب منحدر الأخلاق لجزء ولو قليلا من واقعنا: صور تثير الاستغراب والتقزز، على الأقل لمن هم بعيدون جدا عن الاحتكاك الاجتماعي بأشخاصها المفسدين أو المبتلين بهم! ابنة تخدع جدتها لترافق أحد الشباب في سيارته بعد مغازلة سمجة في أحد المطاعم بتشجيع من شقيقتها! والدتها المتزوجة بآخر تخدع زوجها لترتع في ليال حمراء بالسكر والفجور اضافة الى متاجرتها بالمخدرات مستخدمة أحد المنازل المسجل باسم شقيقتها! وآخر ينقل الايدز الى زوجته الحامل من خلال شقته التي يتردد عليها مع العاهرات المتزوجات!
وآخر يعتدي جنسيا على ابنة خالته، وآخر على خادمة البيت التي تنجب ولدا في سيناريو مأساوي يفقدانه حنان والديه... إلخ.
ورأيت من الصواب انتقاد هذا المسلسل الذي لم يتعرض لنماذج السمو الأخلاقي والنماذج المتدنية الكثيرة في مجتمعنا على الأقل ولو بين ثنايا سيناريو هذا المسلسل، حتى لا يتوهم المشاهد البعيد عن المجتمع الكويتي بأنه مغموس بهذا الانحدار الأخلاقي وان كل امرأة فيه هي مشروع فساد! نستجير بالله تعالى، والمؤاخذة الأخرى على هذا المسلسل انه لم يعط معالجة واقعية وشافية فقط التجأ الى موت أبطاله والى الايدز والى التأثر بحالة جلطة دماغية حتى ينتبهوا الى رشدهم. هكذا مآس تعالج بكل بساطة وسذاجة لتنهي مسلسلا اخذ ووقتا دون ان يعطي حلا!
شركة المواشي الكويتية تبيع الرأس المذبوح واصل البيت بـ (24 د.ك) وفجأة رفعت السعر لأصحاب الحسينيات بمناسبة يوم عاشوراء الى 29 د.ك فهل ذلك هو مواساة منهم لاستشهاد امام الجميع (الامام الحسين، سبط النبي ( صلى الله عليه وسلم ))، ام هو استغلال لهذه المناسبة الدينية! تحدثت لأحد المسؤولين في الشركة حول هذا الموضوع وبرر ذلك بأن الشركة تخسر من البيع بـ 24 د.ك وان ارباحها تتحقق فقط من خلال تجارتها بالأسواق الخارجية! فهل يعقل ذلك؟ نأمل من شركة المواشي الكويتية التي طالما لبت حاجات المجتمع الكويتي ان تندمج كذلك مع ذكرى عاشوراء الاسلامية لا ان تستغلها!