عبدالهادي الصالح
هكذا الحياة، ناس تأتي مواليد، وناس تذهب أمواتا، فلابد للمرء ان يتعايش مع الفرح والحزن، والفرح والراحة الأبدية يكونان في جنان الخلد في عالم الآخرة - رزقنا الله جميعا هذا الفوز العظيم - ولعل اكثر الحزن إيلاما ان يكون عزيزك - أطال الله اعماركم واعمار اعزائكم - في حالة احتضار وهو يرجوك المساعدة والعون في هذه اللحظات الحرجة فلا تستطيع وتبقى مكتوف اليدين عاجزا، هذا الانسان النبيل الذي طالما قدم العون والمساعدة لجميع الناس، وكانت البشاشة والابتسامات اقل ما كان يقدمه لهم للتفاؤل فيما يخشون عوائقه، هكذا كان منذ ان عمل في ادارة الخبراء في وزارة العدل ثم عمله مديرا لفرع بنك الكويت الوطني في الدسمة، ثم مديرا لمكتب وزيري التجارة والصناعة الاسبقين: عبدالوهاب الوزان وصلاح خورشيد، قبل ان يستقر اخيرا كمدير رئيس مجلس ادارة بنك الكويت الدولي، وكان يعد نفسه لمشوار اطول من العمل والجهد لولا ان المرض أنهكه أخيرا.
حبه للعمل المستمر وتقديم افضل مستوى من الاداء الاداري والفني هو سبب رئيسي لإهماله متابعة العلاج.
دائما يتحدث عن شؤون البلاد السياسية والاقتصادية حتى انه لا ينسى ان يصطحب معه قصاصات الصحف أو مواقع الانترنت ليطرحها في اجتماعنا العائلي على مائدة العشاء في عطلة نهاية الاسبوع، وهو مستمر في قفشاته ونكاته مع الجميع اخوانه واخواته وابنائهم وانسبائه، لكن القضاء والقدر الحتمي قد خطفه من كل مواقعه من الديوان ومن مكاتب العمل الا موقعه في القلوب فقد بقي ثابتا وراسخا في قلوب محبي هذا النبيل، حتى انهم واصلوا السؤال والمتابعة عنه حتى اذا ما نزلت الساعة التي لا يستقدمون عنها ولا يستأخرون عن الجميع في حشد من الاعزاء في مراسم التشييع والتوافد لمجلس العزاء رجالا ونساء، ولا اراكم الله مكروها بعزيز.
اما أنت يا أم ابرار فكم كنت جلدة صابرة محتسبة مفوضة مرحوما الى الله تعالى في لحظات عجز عنها كثير من الرجال الاشداء، يرحمك الله يا أبا ابرار يا نبيل عشت نبيلا وذهبت نبيلا وما خاب والداك عندما سموك «نبيل».
نشكر صاحب السمو الأمير حفظه تعالى وسمو الأمير الوالد وسمو ولي العهد والشيوخ والوزراء والنواب والعلماء وجميع الاخوة والاخوان الذين غمرونا بعواطفهم الجياشة عبر تعازيهم بوفاة عزيزنا الغالي نبيل عبدالحميد الصالح سواء بالحضور أو عبر البرقيات والرسائل الهاتفية أو عبر الهواتف أو النشر في الصحف من داخل وخارج البلاد، حفظ الله الجميع ولا أراكم مكروها بعزيز.