عبدالهادي الصالح
الآن فقط صرح رموز المقاتلة من أجل اقرار نظام الدوائر الخمس للانتخابات النيابية بأنها دون الطموح وان الأجواء في ظلها مغبرة.
وان الغموض والحيرة يلفان أجواء مباحثات التحالف بين القوى السياسية، كما ان روح الانتخابات الفرعية تجرى على قدم وساق تحت عنوان المشاورات القبائلية.
والشكوك تحوم حول أخبار بتخصيص أحدهم 40 مليونا لانفاقها على حملته في هذه الانتخابات... إلخ. اذن أين الأحلام الوردية، أين جنات الانتخابات المتوازنة الخالية من موبقات نظام الـ 25 دائرة؟!
بالتأكيد انه كان اجتهادا من اجل القضاء على عيوب النظام الانتخابي السابق، وهو اجتهاد وصل ذروته في تأزم العلاقة بين السلطتين وحل المجلس الأسبق بعد النزول الى الشارع والصراع بين «البرتقالي» و«الأزرق».
نعم انه اجتهاد ولكنه تطرف في الاعتزاز بالرأي دون اتاحة الفرص للرأي الذي كان ينادي بالدائرة الواحدة. وعدم اعطاء الرأي الآخر مساحة من الحوار بين القوى السياسية على الأقل، باعتبارنا مجتمعا ديموقراطيا. وعلى عكس من ذلك تم اطلاق نعوت الخيانة والحكوميين والمتمصلحين... إلخ.
ونحن لا شماتة والعياذ بالله لأنه بالنتيجة كلنا في سفينة الكويت الواحدة. ولكن نأسف لهذا التطرف في الرأي وتحشيد الشارع لقضية على الأقل انها ليست بمستوى الطموح، وكان الأفضل الاتجاه نحو المعالجة الجذرية عبر الدائرة الواحدة، التي تنبه لها مجموعة من نواب التكتل الشعبي في الدور الانعقادي الأخير من هذا المجلس المنحل فقدموا اقتراحا بقانون يعدل من خلاله النظام الانتخابي الى الدائرة الواحدة ضمن قوائم انتخابية. ولكن للأسف لم ير النور.
نشارك الساحة الوطنية فقدانها أحد فرسان العرس الديموقراطي وهو المرحوم بإذن الله تعالى د.أحمد الربعي الذي وان اختلف معه الجميع بنسبة أو بأخرى لكن آراءه تبقى محل اهتمام الجميع وبصماته وصوته ونداءاته لانقاذ الوطن تشهد عليها ساحة الانتخابات في أرجاء الدوائر، رحمه الله تعالى.