عبدالهادي الصالح
في لمسة حنان وعرفان قدم لنا أولادنا في يوم الأسرة هدية عبارة عن تذكرتين لقضاء عدة أيام في جزيرة «كيش» الإيرانية السياحية، والتي تبعد عن الساحل الإيراني 18كم ومقابل دبي التي تبعد عنها 250كم، هذه الجزيرة الخليجية تذكرنا بجزيرتنا المنسيّة والمظلومة «فيلكا»!
فرغم أوضاع إيران السياسية والاقتصادية الصعبة إلا انها سارعت الخطى في تحويل «كيش» النائية التي كانت لعدة قرون مركزا لاستراحة السفن الصغيرة العابرة ويقطنها جماعة محدودة من السكان ذوي الأصول العربية، الى جزيرة سياحية تحوي ألوانا من الحدائق والمتنزهات والفنادق الراقية، والى مكان للترفيه البري لأفراد الأسرة كملاعب الدلافين ومحمية الطيور والحيوانات الأليفة وبلاجات السياحة والرياضات المائية ومسابح على الشاطئ خاصة للنساء، وتحولت كذلك الى مركز مالي وسوق حر للمستثمرين الأجانب وبضائعهم بتسهيلات كبيرة كالإعفاء من الڤيز والضرائب وحق إخراج العملات، اضافة الى كون الجزيرة مكانا للسكن والابتعاد عن التزاحم السكاني الذي تشهده عامة المدن الإيرانية حيث يبلغ التلوث مداه فيها، بينما «كيش» تتمتع بشوارع واسعة وعمارات حديثة حيث ان بداية عمرانها الحديث كان قبل حوالي 15 سنة فقط! تجولنا فيها فوجدنا المجمعات التجارية التي تحوي الماركات والبضائع العالمية بالإضافة الى جامعة أكاديمية..الخ ما يعني باختصار ان «كيش» مدينة كاملة.
في الوقت الذي أنعشنا الجو هناك في هذا الوقت المعتدل مناخيا، لم نستطع ان نخفي حسرتنا على إمكانياتنا الكويتية الهائلة الكفيلة بتحويل جزرنا الى متنفسات سياحية وتجارية وسكانية، نعم نسمع عن الخطط والتصورات التي قتلتها البيروقراطية في صناعة القرار والتلكؤ في التنفيذ والحسد بين المتنفذين، وانصراف الناس الى متباعة الاحتقان السياسي بين أعضاء الحكومة والمجلس الذين انشغلوا عن العنب بالتقاتل على الناطور! والعزاء لـ «فيلكا» الجميلة الحزينة!