عبدالهادي الصالح
قالت المرشحة الديموقراطية للرئاسة الاميركية هيلاري كلينتون انها ستمحو ايران من الخارطة في حالة اعتداء الاخيرة على اسرائيل، ولابد ان هذا التصريح سيسعد اسرائيل في ظاهرها، لكن من المؤكد ان الجميع بمن فيهم الصهاينة في داخلهم سينظرون الى هيلاري على انها امرأة ناقصة عقل ودين، وان تصريحها هذا من الغزل الانتخابي السمج، وانفعال عاطفي فارغ من التقديرين العسكري والسياسي، خاصة ان الاميركيين يعانون من مستنقعات حروبهم في افغانستان والعراق وامام عصابات الارهابيين، وفي ظل جنوح العالم نحو مد جسور الحوار واستخدام الآليات السلمية وامام ضغوطات شعبهم المطالب بالاهتمام بالشأن الاميركي الداخلي وترك الحروب الخارجية.
هكذا محو ايران من الخارطة، اذن ما ذنب الاطفال والنساء والشيوخ وحتى الحيوانات؟ وكيف تهدم المساجد والكنائس والمدارس والجامعات والمؤسسات المدنية.. الخ؟ هل ستعيد قنبلة هيروشيما على نطاق اوسع؟ وماذا عن تأثير ذلك على دول الجوار وعلى البيئة العالمية، فضلا عن الاقليمية؟ الواقع ان اميركا رغم انها من اعرق البلدان الديموقراطية واكثرها تقدما في التنمية البشرية والتقنية الفنية، إلا انهم يعيشون لأول مرة تجربة جديدة لانتخاب المرأة رئيسا للولايات المتحدة الاميركية مقارنة بالمرشحين الرجال وعلى رأسهم المرشح الديموقراطي الآخر باراك اوباما، الذي وان ابدى تعاطفه مع اسرائيل، ووعده بمساعدتها قدر وسعه، فإنه ابدى تعقلا ورزانة، لسنا في صدد الدفاع عن إيران، ولكن بصدد نموذج للانفعال الانتخابي غير المتعقل والقرار غير المنطقي والذي لا يتوافق مع دولة تشكل القطب الاحادي في العالم.
ولعل من المناسب هنا الاشارة الى تفاعل المرأة الكويتية مع الانتخابات البرلمانية ترشحا وانتخابا، واذ يلاحظ على المرأة الاميركية طرحها لقضايا الشأن العام فإنه يلاحظ على المرأة الكويتية المرشحة طرح نفسها كامرأة ينبغي ان تحصد بضعة كراسي في مجلس الأمة كأولوية ولا تطرح نفسها كمرشحة قوية في معالجتها للقضايا السياسية والتشريعية والتنموية التي يئن من تراجعها الوطن والمواطن، نؤكد ان ذلك في الصورة العامة وإلا فهناك من المرشحات خارج هذه الصورة العامة، ونؤكد مرة اخرى دعمنا للحقوق السياسية للمرأة ومنها عضوية مجلس الامة في ظل الضوابط الشرعية والدستورية للرجل والمرأة على حد سواء.