عبدالهادي الصالح
لا يخلو اي خطاب لصاحب السمو الامير، حفظه الله تعالى، من الدعوة دائما الى الوحدة الوطنية ونبذ الفرقة والتشاحن بين ابناء الوطن، مثلما جاء في خطاب سموه الاخير والذي قال فيه ايضا عن المسؤولية التــي تجعــل مــن العمــل عبادة مثلما تجعــل من العبادة عملا: «.. هي النبع الاصــيل الــذي يشيــع فــي مجتمعنـــا المحبة والمساواة بين الناس على اختلاف مواقعهم.. ويجعل المجتمع قادرا على نبذ الخلافات وتجنب الصراعات واشعال الفتنة..».
بل من المؤكد ان كل الخطابات الاميرية للمغفور لهم اصحاب السمو امراء الكويت السابقين كذلك تؤكد على هذه القيمة الوطنية والتي اكدها كذلك دستورها من تجريم التمييز وجعل المساواة وتكافؤ الفرص بين المواطنين مواد واجبة التطبيق لتكريس الوحدة الوطنية.
وكل هذه الادبيات السامية موجهة لجميع السلطات في الدولة، وعلى الاخص السلطة التشريعية الرقابية (مجلس الامة) والسلطة التنفيذية (الحكومة)، لكن لماذا تستمر هذه الانتهاكات من قبل السلطتين؟ والامثلة كثيرة وماثلة للجميع، ولعل تقرير الخارجية الاميركية الاخير شاهد على التقصير في جانب دور العبادة بين المواطنين، ونحن لا نحتاج الى مثل هذا التدليل، فالمواطنون يطرقون ابواب المسؤولين والنواب لكن «عمك اصمخ».
لقد اصاب صاحب السمو الامير، حفظه الله تعالى، عندما وجه خطابه بالذات الى السلطتين، وفي توجيهات سموه الكثير من الحكم التي من شأنها ان تصلح كثيرا من أمورنا وتوصلنا الى بر الأمان وتبحر بسفينة الكويت الى ما فيه الخير والتطور والازدهار للجميع، لكن للأسف لدينا كثير من المسؤولين لا يعون ما ترمي اليه توجيهات وكلمات صاحب السمو الأمير، وما يزيدنا اسى ان منهم اعضاء في السلطتين، وهذا امر يثير الاستغراب، لأن الاجهزة الرسمية مطالبة بأن تكون اكثر وعيا ودراية بما يحتاجه الشعب، وان تكون رؤيتها اكثر شمولية وأعمق فهما لما يواجهنا من اخطار وتحديات لذا فهذه الاجهزة عليها ان تتعامل مع توجيهات صاحب السمو الأمير بمزيد من الجد والاهتمام لكي تعود للكويت مكانتها الريادية في الشرق الاوسط.