عبدالهادي الصالح
صادف في الاسبوع الماضي (18 ذي الحجة) ذكرى عيد الغدير والذي يحتفل به المسلمون من مدرسة أهل البيت عليهم السلام، وهي مناسبة انتهاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم من حجة الوداع ونزوله في مكان يدعى غدير خم من الجحفة وكان يتشعب منه الطرق الى بلاد المسلمين المتفرقة، حيث وقف ( صلى الله عليه وسلم ) هناك عندما نزلت عليه الآية الكريمة: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس.. المائدة: 67)، وقد تجمع عنده الحجاج المسلمون ومنهم كبار الصحابة رضي الله عنهم، وقد رد من تقدم منهم، وكان يوما قائظا شديد الحرارة، كان الرجل منهم يضع جزءا من ردائه تحت رجليه، فوقف الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) مخاطبا ضمن خطبة الوداع جاء فيها:
«..اني اوشك ان أدعى فاجيب، واني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله عز وجل، وعترتي، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض، وعترتي أهل بيت، وان اللطيف الخبير اخبرني انهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا بم تخلفوني فيهما؟».
ثم اخذ بيد علي بن أبي طالب فرفعها ثم قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله، واحب من احبه، وابغض من ابغضه».
فتجمع الناس للتهنئة بهذه الفضيلة وكان منهم الخليفة عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) حيث لقي الامام علي ( عليه السلام ) فقال له: «هنيئا لك يا ابن أبي طالب، اصبحت وامسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة واليوم يحتفل هؤلاءالمسلمون ويتبادلون التهاني والتبريكات كما فعل اصحاب النبي ( صلى الله عليه وسلم ) رضي الله عنهم.
ذكرت المصادر الاسلامية هذه الواقعة بتفاصيل وعبارات مختلفة ومنها: مجمع الزوائد وابن كثير ومسند احمد وسنن ابن ماجة والحاكم في شواهد التنزيل وصحيح مسلم (ج7/ص122) وسنن الترمذي (ج2/307) وخصائص النسائي والعقد الفريد للقرطبي وتذكرة الخواص في الباب الثاني عشر ص332 لابن الجوزي، وعشرات المصادر المختلفة الاخرى مفصلة في كتابنا «الأمة وأهل البيت».
غزة والحصار الظالم:
هل يعقل في هذا العالم المتمدن ان يتم حصار شعب كامل بتعمد من اسرائيل وتحت نظر المنظمات الدولية وشعوب العالم ليموتوا جوعا ومرضا مع هذا الطقس المثلج وذلك لتركيع ناس آمنوا بقضيتهم وقالوا ربنا الله؟! الا نخاف ان ينتقم منا جبار السموات والأرض؟! لماذا يكتفي مجلس الامة بتصريحاته؟ اين ضغوطاته العملية لتوصيل الامدادات لهؤلاء المسلمين؟