عبدالهادي الصالح
بالفعل انه لمخجل ان تبادر دولة لا تصنف على انها من دول الجوار أو العربية أو الإسلامية، فتقوم بطرد السفير الاسرائيلي تعبيرا عن تنديدها العملي للجرائم الاسرائيلية ضد غزة وما ترتكبه من فواجع التجويع ومنع الدواء وهدم البيوت على سكانها من النساء والاطفال والشيوخ دون أي وازع من ضـــــمير أو رادع انساني، وهذا للاسف اقل ما يمكـــــن ان تفعله دولة تجاه اسرائيل «اللقيــــطة» التي تعمدت ان توجدها نفس الدول التي تتعمد معـــــارضة اصدار اي قرار دولي فاعل يندد ويشـــجب العدوان الاسرائيلي.
ورغم ان الدول العربية والاسلامية التي لها علاقات ديبلوماسية او تجارية تشجب وتندد وربما «تصارخ» في بياناتها الرسمية الا ان ذلك لا يساوي شيئا امام استمرار وجود علم اسرائيل «الذي يرمز الى تطلعاتها للتمدد ما بين الفرات والنيل» ومكاتبها على اراضيها وبالتأكيد فإن اسرائيل تكيفت مع تلك البيانات الاحتجاجية الورقية لانها نعرف مسبقا انها ستصدر ولا قيمة لها الا بمقدار الحبر الذي سطرها، بل تفهمت على اساس انها اسفنجة معدة مسبقا لامتصاص غضب الشارع ورفع العتب عنها خاصة مع شيء من التبرعات العينية، هكذا رخص دم المسلمين والعرب واصبحت اوامر وضغوط الدول الراعية لاسرائيل اكبر وأهم من أي اعتبار لآلام النساء والاطفال وحشرجة القتلى المدنيين، ومن العيب ان يكابر من يلوم «حماس» فهي وجدت للمقاومة ضد من سلب وطنهم وهتك عرضهم وعاث فسادا في ارضهم ولا يحترم تهدئة أو هدنة الا بمزيد من الحيل والألاعيب السياسية والعسكرية لقنص رجال المقاومة! وحتى لو اجيز لاسرائيل ان ترد على صواريخ حماس (محلية الصنع في غالبها) فهل يسمح لها بأن تنتهك كل المحرمات الدولية والتي وقعت عليها اسرائيل وتعمل على تدمير كل المنشآت الحيوية اللازمة للعيش الآدمي؟! للاسف ان القيادات العربية والاسلامية عموما قد انفصلت عن نبض شعوبها ولم تأبه لغيرتها على اخوانهم واخواتهم العزل من المدنيين الفلسطينيين!
الا نكون على الاقل «ڤنزويليين» بعد ان تخلينا عن اخلاقيتنا الاسلامية ونخوتنا وشيمنا العربية؟! رغم تخلينا عن السلاح الجاهز دائما للاستعراضات أو ضرب الجيران المسالمين، فإن بيدنا اسلحة سياسية واقتصادية ضاغطة وقوية لكننا ممنوعون من استخدامها! ان الواجب علينا ان ندعم دولا وقفت بجانب قضيتنا الانسانية وعلى التجار والمستثمرين ان يفتحوا أبوابا للتبادل الاقتصادي يدعم ڤنزويلا وشعبها بمثل قوة ما عملناه تجاه الدنمارك عندما مست صحافتها رسولنا الكريم ( صلى الله عليه وسلم )، تشجيعا لها ولغيرها من الدول على الأقل لتكون مكافأة وتكريسا لمشاعر الشكر والامتنان ألسنا نردد من لم يشكر الناس فكأنه لم يشكر الخالق؟!