وضع المواطنون أيديهم على قلوبهم عندما سمعوا بحادث انفجار حسينية أهل البيت عليهم السلام في الأحمدي خشية ان يكون ما حدث ناجما عن عمل ارهابي بغيض، لكن سرعان ما تنفسوا الصعداء بعد التأكد من أن سبب الحادث هو مجرد تسرب غاز في مطبخ الحسينية، واكدت التصريحات الرسمية من وزير الداخلية ووزير الأشغال العامة على الوحدة الوطنية وان الكويتيين بإذن الله ابعد من هذه الأعمال المشينة والكويت ان شاء الله محروسة بأهلها المخلصين والحمد لله على كل حال، ورحم الله ضحايا الحادث المتوفين وأسبغ على المصابين الشفاء العاجل.
لكن السؤال: لماذا خشي الجميع من اي اشاعات او اذيال للحادث والكل اثار انتباهه هذا الحادث المرتبط بهذه المؤسسة الدينية واهتمت به وسائل الاعلام بصورة غير عادية؟ من المؤكد ان براكين الفتن في العالم عامة ومن حولنا خاصة لها تأثير على مشاعر الناس وحذرهم من تداعيات التطرف بكل أشكاله، لكن من المؤكد كذلك انه يجب علينا معالجة بعض اشكال التطرف والتعصب في بعض مظاهر النشاط السياسي والديني عندنا، بالإضافة الى منع اي انتهاك في المبادئ الدستورية كالمساواة والعدالة وتكافؤ الفرص، ومن المؤسف ان تنشر احدى الصحف المحلية اليومية اثناء تغطيتها للمسيرة الاحتجاجية على العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة انطلاقا او بالقرب من مسجد الدولة الكبير، حيث اوردت ملخصا لخطبة صلاة الجمعة عندما عرج الخطيب على موضوع اهل البيت عليهم السلام وعدم جواز بناء القبور وذبح النذور لغير وجه الله، وتزامن ذلك مع انتهاء الحسينيات من مراسم عاشوراء واطعام الناس في يوم استشهاد الامام الحسين گ مما يجعل الناس تربط بين الخطبة وحق الناس في إقامة شعائرهم الإسلامية بحسب قناعاتهم الشرعية وليس بحسب قناعة هذا الخطيب، فلا احد يذبح النذور لغير وجه الله وقد تم قتل مثل هذا الموضوع مرارا وتكرارا بمختلف الآليات الثقافية والصحافية بالتأكيد على فهمه خطأ وتم توضيح هذه الشبهة. فلماذا يتم تكرارها في كل عام؟ ويزيد الطين بلة ان تكون هذه الخطبة في مسجد الدولة الكبير الذي هو واجهة الدولة وبقرب من قصر السيف مركز الحكم لصاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد حفظهما الله تعالى ورئاسة مجلس الوزراء، فهل يعقل ذلك؟ ولماذا يستمر مثل هذا المسلسل البغيض؟
مبروك لـ «الأنباء»: ننتهز هذه الفرصة لأن نعبر عن مشاعر الشكر والتقدير لجريدة «الأنباء» في يوم ذكرى ميلادها السنوي على موقفها الوطني الحريص على الوحدة الوطنية بين جميع المواطنين، آملين من الله تعالى ان يوفق اسرة التحرير فيها الى المزيد من النجاح والتفوق في دنيا الصحافة العالمية عامة والكويتية خاصة والتي تشهد منافسة شديدة ولكن دائما لا يصح إلا ما يصلح لوحدتنا الوطنية ورقي كويتنا الى المزيد من الحرية المسؤولة والقلم الشريف.