مبادرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الإنسانية، لإغاثة اللاجئين السوريين، تسجل للكويت كونها الدولة التي تتصدر العالم في معدل التبرعات والهبات إلى الدول المعوزة نتيجة الكوارث الطبيعية وحالات الفقر والمرض. وهو أمر في أصله ينسجم كذلك مع الأخلاق الإسلامية التي تحث على إغاثة الملهوف وإشباع الجائع وتداوي المرضى، ولذلك فإنه يتعين على الإنسان بصفته الفردية أن يقتطع من قوته أو ما يسمى اليوم بالراتب أو المعاش مبلغا لهؤلاء المشردين المظلومين طاعة لله وقربة لوجهه الكريم، لا يدخل فيها رياء أو طمع في فتات الدنيا.
لكن ينبغي معالجة مشكلة الثقة بأن هذه الأموال تذهب فعلا وبكاملها إلى المحتاجين حقيقة، ولعل ما يبرر ذلك ظروف الفساد الضاربة أطنابها في معظم هذه الأنظمة السياسية المستلمة لهذه المساعدات، وآخرها الأزمة التي تعيشها الآن تركيا في تبادل اتهامات السرقات والفساد بين أشخاص مؤسسات الحكم وأبنائهم
والبديل الأكثر أمانا واحتياطا أن تتحول هذه التبرعات المالية إلى مواد عينية محل حاجة اللاجئين الملحة كالمواد الغذائية والبطانيات والمدافئ والخيم.. إلخ وتشترى من السوق المحلية، ويتم توزيعها أو حتى بناء المشاريع الإسكانية لهم بأيدي المواطنين الشباب المتطوعين من أصحاب الاختصاص ولو بالانضواء تحت مؤسسات المقاولات الخاصة. وفي ذلك أيضا إيجابية تحريك وإنعاش السوق المحلية، وتشغيل الشباب العاطلين عن العمل.
والأمر وإن كان لا يقطع تماما أيدي الفساد حتى في القطاع الخاص لكن الفرق واسع بين هبر الأنظمة وفتات الخاص.
[email protected]