مع تزايد وتيرة التفجيرات الدامية في مناطق متعددة فيها، تكون مصر قد دخلت للأسف في نادي الدول التي تعاني من اعمال الإرهاب المجنون والذي بدأ يتمدد جغرافيا.
وما كان له ذلك لولا ان بعض الأنظمة السياسية وبالذات العربية قد تصرفت حيال التفجيرات المفخخة والانتحارية في الدول الشقيقة والصديقة على انها احداث أمنية داخلية خاصة بهذه الدول، بل ان هذه الأنظمة السياسية المتضررة الان ومنها مصر كانت تغض النظر عن دعوات التشجيع والمساندة لما يزعم انه الجهاد المقدس سواء بالشباب وبالأموال والعتاد حتى النساء استخدمت تحت بدعة جهاد النكاح.
وقاد هذه الحملات رموز دينية وسياسية مصرية جهارا نهارا، بل ان بعض هذه الأنظمة بنفسها قد دعمت هذه الحملات تحت عناوين كاذبة ولا تؤمن بها أصلا من قبيل حماية الديموقراطية والحقوق والحريات لدى الغير.
ومع شيء من اليأس والاخفاقات او مع تزايد الاحساس لدى هذه الجماعات الإرهابية بالثقة الزائدة بدأت الآن تلتفت كذلك الى مواطنها الظالمة لتقتص منها بذات الأموال والأسلحة.
ولكن الدول الأوروبية تنبهت الان مبكرا لظاهرة تسرب شبابها الى مواطن الصراع المسلح، وأخذت تقتص آثارهم وقد تمنعهم من العودة اليها بعد ان تسحب وثائق تجنيسهم.
ان الإرهاب الذي يحصد الأبرياء في الاسواق والمدارس ودور العبادة، لا دين له ولا مذهب، ولا يمكن حصره بمكان واحد، كما لا يمكن وقف تناميه الا بتعاون كافة الجهود الدولية وان الدول الداعمة او المتراخية سيرتد عليها وستنكوي بناره عاجلا او آجلا وها هي مصر موطن الدفاع الاول فلسطين المغصوبة التي بذل رجالها ونساؤها الغالي والنفيس، تدفع اليوم ثمن دعوات سفهائها لدعم الارهاب المجنون.
[email protected]