عبدالهادي الصالح
أين يضع المتحمسون وراء السلام الإسرائيلي رؤوسهم بعد تصريحات النتن ياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي القديم الجديد عندما سمى العلاقة مع الفلسطينيين بأنها في دائرة السلام الأمني والاقتصادي فقط، متنكرا لمشروع الدولة الفلسطينية، الحلم الذي يعيش في مخيلة بعض اخواننا العرب ومنهم حكومة رام الله التي باعت اخوانها في غزة في سبيل ارضاء حكومة ايهود أولمرت السابقة لتحقيق هذا الحلم؟!
بل أميركا وحلفاءها يعيشون بالتأكيد الخجل من تصريحات وزير الخارجية الجديد ليبرمان الذي تنصل فيها من اتفاقية «أنابوليس» ومن الالتزام باقامة دولة فلسطينية مستقلة!
كان نتنياهو واضحا وشفافا ليعكس الوجه الحقيقي لاسرائيل الذي يحفل تاريخها بالوعود الكاذبة ونكث الاتفاقيات والعهود هكذا كانوا حتى مع الدولة الاسلامية الأولى، وهذا يؤكد على نفسية المجتمع الإسرائيلي، أو الأكثرية التي انتخبت هذا الرئيس بحكم الديموقراطية! ويحاول الاعلام ان يصور رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت مع وزيرة الخارجية السابقة تســــــيبي ليڤني رئيسة المعارضة الاسرائيلية الجديدة على أنه الفريق الرحيم الودود مقارنة مع النتنياهو، رغم انهم قبل اشهر معدودة عاثوا في أرض الفلسطينيين فسادا وقتلا ولم يرحموا لا شيخا كبيرا ولا طفلا صغيرا ولم يــــتركوا سلاحا إلا واستخدموه حتى الكيماوي والفسفور الأبيض!
ألا يعقل هؤلاء العرب ان من الحكمة والحنكة السياسية أو على الأقل من باب التحوط بخط الرجعة أو قل التهديد بالمقاومة، ان يتركوا حماس ويتعاملوا معها بشيء من المرونة بدلا من تخوينهم والتشجيع على تجويعهم وسلب حياتهم؟! على الأقل لمصلحة حلمهم بالدولة الفلسطينية أن يا حكومة اسرائيل هذا الخيار والا سنترك لكم الخيار الآخر الذي يعشق الاستشهاد لحياة أرضهم وعرضهم!
أغلبنا نحن العرب يعيش على وعود هذه الحكومة أو تلك التي تولدها الانتخابات تلو الانتخابات الاسرائيلية، بينما الاحتلال يتكرس بمزيد من الاستيطان الصهيوني.
في أول أبريل العالم عاش كذبة ابريل الا اسرائيل في هذا اليوم كانت صادقة مع نفسها ومع عقيدتها التوسعية ومع العالم حتى مع الذين تعاهدوا على حمايتها أن لا دولة فلسطينية على أرض فلسطين! والمنطق يقول خسر الكذابون وفاز الصادقون!