الزيارة الرسمية لنا الى الجمهورية الاسلامية الايرانية في مناسبة الذكرى الـ 25 لرحيل الامام الخميني، كانت فرصة للاطلاع من الداخل على نمط احتفالها الذي يعكس بالفعل فكر روح الله التي مازالت السياسة الايرانية تتمسك به وبقوة، ويمثل لها خارطة طريق، حسب تعبير السيد الخامنئي قائدها اليوم في خطابه امام الجماهير المليونية وفي حضرة ضريح الامام الخميني في الطريق البري ما بين طهران وقم.
كان المدعوون حوالي 400 شخص من مختلف بقاع العالم ما بين رجل وامرأة ومن مختلف التخصصات السياسية والثقافية والاكاديمية، ومن تنوع المذاهب الاسلامية والاديان الاخرى، ومنها البوذية الذين يرون في شخص الامام إلهاما روحيا، ولقد اعدت لنا عدة فعاليات ومنها حضور مؤتمر كان موضوعه «العرفان» في الفكر الاسلامي كأحد اوجه شخصية الامام الخميني في العشق الالهي.
ووكان هناك لقاءان آخران: احدهما مع الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني استعرض خلالها مراحل انطلاق الثورة ومبادئها المستمدة من فكر قائدها الامام، والآخر في قصر المؤتمرات تحدث فيه الشيخ رفسنجاني الرئيس الاسبق، وكذلك وزير الخارجية الايراني محمد ظريف الذي بدوره حدد سياسة ايران الخارجية القائمة على الاحترام المتبادل وتوحيد الجهود الاسلامية ضد العدو اللدود العدو الاسرائيلي الذي طالما ركز عليه الامام الخميني بوصفه اللقيط الذي زرع في جسد الامة.
وقد شارك في بعض هذه الفعاليات الجميع من المنطلق الفكري لكل هذا التنوع العقائدي، وهذا بحد ذاته يمثل عرضا لمد جسور التفاعل والتعاون بين ثقافة الثورة الإسلامية في ايران والثقافات الانسانية الاخرى، وربما هذا الذي سبب حساسية لدى المناهضين لإيران الإسلامية كأحد مصاديق تهمة ما يسمى بتصدير الثورة لكن وجدت التصرف بغير ذلك اقصاء للرأي الحر، وهو الرائج للآسف في الفعاليات السياسية والدينية التي تقيمها الدوائر الرسمية في عالمنا العربي ومن ذلك مؤتمرات وزارة الأوقاف عندنا في الكويت.
وعودة الى الاحتفال الكبير عند مرقد الامام، فهناك استضافة أخرى لأكثر من40 الف مواطن من مختلف المدن الايرانية، ضيافة كاملة، وهذا غير الجماهير الغفيرة من الشيوخ والشباب والفتيان رجالا ونساء، والذين هرعوا كلهم من كل حدب وصوب، وبعضهم من مدن بعيدة مشيا على الاقدام لعدة ايام حرصا منهم على حضور الحفل وللتأكيد على تمسكهن بخط الامام الخميني والالتزام بقيادتهم السياسية والدينية، وقد نصبت لهم خيم الايواء والاطعام، وضمن اجراءات امنية صارمة جدا، ومع وجود السفراء وممثلي دول العالم، لخص الخامنئي خطابه بقوله: الايرانيون سينتصرون على التحديات ويواصلون نهج الامام الخميني.
واخيرا، كنا نتمنى التشرف بلقاء صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد، حفظه الله، هناك في طهران لولا ازدحام برنامج سموه وانشغال سفارتنا.
وشكرا جزيلا للجان الايرانية التي سهرت على راحتنا وتقديم كل التسهيلات، وعلى كرم الضيافة، كما نشكر الاخ م.مصطفى غلوم قائد المجموعة الكويتية على حسن ادارته وجهوده لترتيبات الرحلة، وشكرا للزملاء الافاضل من الاخوة والاخوات على حسن الصحبة.
[email protected]