في كلمته بمناسبة العشر الأواخر من رمضان المبارك، قال صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد: «..سقوط الضحايا والجرحى والمصابين من إخواننا الفلسطينيين من دون وازع أو رادع إنساني..»
نعم يبذل أهل غزة اليوم مئات القرابين من الشهداء والجرحى ويقدمون بيوتهم وما يملكون لتفجر ظلما وعدوانا، ثمنا رخيصا لحفظ ماء وجه هذه الأمة، التي تعيش القهر والهوان، الشعوب الحرة فيها مقيدة عن فعل شيء بحكم الأنظمة العربية، سوى متابعة الصور المروعة للضحايا ثم الحوقلة (لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم).
هل هذه أمة الإسلام؟ أين إجاباتهم من نداءات أهل غزة: يا مسلمون..يا مسلمون، وفي الحديث الشريف: «ومن لم يجبه فليس بمسلم»، بل ان الحيرة والوجوم يضغطان على غيارى الأمة: هل نعيش الأمة التي تنبأ لها النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها» فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: «بل انتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن» أيكون ذلك يا رسول الله؟ بل اصبح اليوم المنكر معروفا، والمعروف منكرا انظروا الى من يسمون انفسهم جهاديين ويرفعون رايات الشهادتين، الى أين توجه بنادقهم؟ إلى أين تقاد سياراتهم المفخخة؟ الى أين يذهب الانتحاريون ليفجروا انفسهم باسم الاستشهاد؟ انهم يتوجهون بانخداع نحو صدور المسلمين والأبرياء ليقتلوهم ذبحا باسم الإسلام، ونحو تخريب بيوتهم وممتلكاتهم بصفتهم كفارا خارج الملة، والصهاينة في إسرائيل منهم في راحة وانبساط متناه ويا للأسف بل ان أكثر الأنظمة السياسية هي الداعم الأكبر لمذبحة إسرائيل اليوم في غزة، ولسان حالهم يقول «عليكم بحماس والداعمين لهم من أهل غزة.. أدبوهم..حتى يمتثلوا صاغرين للمشروع الاستسلامي العربي - الإسرائيلي.. حتى يكفوا عن أي تعاون أو تنسيق مع إيران والمقاومة الإسلامية لحزب الله، ألم يصرح القياديون الصهاينة بأنهم يتلقون اكبر دعم في هذه المذبحة؟.
أهل غزة قد لا ينجحون في لجم العدوان الإسرائيلي المدعوم عالميا، ولكن من المؤكد انهم حافظوا على وهج المقاومة، وعلى عنفوانها ورفض الحلول الانبطاحية، وهي الأكثر إيلاما للصهاينة ومن وراءهم، لأن ذلك يقضي على أحلامهم في التمدد بهدوء واستقرار. وان يوم القدس - وهو آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك - سيكون يوم الشعوب الحرة عندما تلتقي مع دعوة الإمام الخميني المنادي بيوم القدس: الموت لإسرائيل.. الموت لإسرائيل.. وهو الدعم المعنوي الأكبر في ظل الروح الانهزامية التي يراد لها ان تستشري لدى من يخضع للسياسة الاستسلامية. ولكن القدس - وهي الرمز السامي لأرض فلسطين المحتلة وللمقاومة - ستبقى حية إن شاء الله ولن تموت بإذن الله تعالى.
[email protected]