من المؤكد ان من الفنانين في عالم التمثيل، من لهم بصماتهم في توثيق تراث الكويتيين في عاداتهم وكلامهم «العتيج»، «وياما» ابكوا مشاهديهم ومستمعيهم وأضحكوهم، ونظروا مشاكلهم مع الدولة وأوجه الفساد فيها، بل وثقوا تفاصيل مكابدة الكويتيين مع غزو البعثيين العراقيين في صور ساخرة وطريفة، حتى حفظ الناس مقاطعهم ورددوها كشواهد على الوقائع اليومية، فاستحقوا محبة الناس وتقديرهم. وفوجئ هؤلاء الممثلون الفنانون الكبار بخبر تحويلهم الى النيابة وإرسال المباحث خلفهم بادعاء انهم خالفوا القانون بدل المزيد من تقديرهم وتكريمهم، وعلى فرض مخالفتهم للقانون او كانوا ضحية لتفعيل قانون كان في سبات عميق، ينبغي استثناء هؤلاء الكبار من تطبيق القانون إكراما لهم.
واستباقا للمستقبل، فلعل كارثة تطبيق القانون تصيب الرياضيين الكبار الذين رفعوا اسم الكويت عاليا في الملاعب الدولية، وأدخلوا في قلوب الجماهير البهجة بالانتصارات الرائعة. فينبغي كذلك استثناؤهم من تطبيق القانون وفاء وتكريما لهم.
واحتياطا لعوارض الأيام وحتى لا تثور ثائرتهم ينبغي استثناء كبار السياسيين ورجال المال والاقتصاد، ورجال التعليم والثقافة والأدب، بل كل أصحاب الأعمال الجليلة او من يسير في ركابهم، استثناؤهم من تطبيق القانون وجرجرة ومتاعب المباحث والنيابة، تكريما وتقديرا لهم.
ولرفع الحرج عن صاحب القرار الحاسم الذي لا يفرق بين كبير وصغير، ولا عظيم ووضيع ـ كما تدعي الدولة في أدبياتها، وكما تطالب به القوى الوطنية كأحد معالجات الفساد في البلاد ـ ينبغي على مجلس الأمة ان يصدر تشريعا يستثني من خلاله أصحاب الأعمال الجليلة من تطبيق القانون. وعاشت دولة الاستثناء القانوني.