عندما يُكرَّم صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد، كقائد إنساني على المستوى العالمي من هيئة الأمم المتحدة، فان ذلك ليس بصفته الأميرية فحسب، بل بصفته ربان السياسة الخارجية الكويتية.
فيد العطاء الكويتية شملت الفقراء والمعوزين في العالم القريب والبعيد، وفي الصف الاول للدول المغيثة والمانحة عندما تحدث الكوارث الطبيعية، وتتفشى الأمراض، والمجاعات، وغيرها من المحن بالمجتمعات الانسانية.
وإذا كانت الدولة قد أعدت لهذه المهام الانسانية مؤسسات وطنية رسمية لتقوم بالعمل التنفيذي كالصندوق الكويتي للتنمية وكجمعية الهلال الاحمر، واللجنة الخيرية العالمية، وبيت الزكاة.. وغيرها، فإنها فتحت المجال أيضا للجان الاهلية التطوعية التي جالت العالم بمشاريعها الخيرية، على ان تلتزم بالجانب الخيري البحت، دون ان تكون طرفا في الصراعات السياسية والمنازعات الدموية.
ولعل هذه السياسة الخيرية - بعد مشيئة الله تعالى - قد سخرت العالم ليهب لنجدة الكويت وشعبها من براثن العدوان البعثي العراقي عام 1990.
وإذا كان من يشير إلى هذا العدوان كنموذج لنكران المساهمات الخيرية الكويتية التي قدمتها الكويت لجارها الذي جار عليها آنذاك، فان الخيرات الكويتية قد أحيت الإنسانية المعوزة بالتعليم والتطبيب والسكن وتوفير فرص العمل للعاطلين عن العمل للأصدقاء والأشقاء بل مطلق الإنسانية، لا تمييز بسبب الدين او العرق او اللون او الجنس، وهي رسالة تتضمن محبة واطمئنانا، ونبذا للكراهية والعنف، والتمييز الكريه بين الناس. وصدق الامام علي عليه السلام في قوله المأثور «الناس اثنان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق».
ان سياسة الكويت التي يقودها صاحب السمو الأمير - بعد مشيئة الله تعالى- هي التي حمت الكويت ولا تزال من عواصف الفتن التي تحيط بإقليمنا من كل جانب، في الوقت الذي تتداخل بعض الدول في اتون الصراعات تدفع العدة والعتاد لقتل الإنسان وتدمير حضارته، ضمن دوافع مريضة، وبالتالي سيطالها الشرر آجلا أو عاجلا.
حري، حقيقة، بأبناء الكويت ان يقتدوا بروحية التسامح الإنساني الذي رغب فيه ديننا الإسلامي الحنيف، وليكن كل كويتي إنسانيا في فكره وسلوكه، كما هي الصفة التي أسبغتها الأمم المتحدة على نوخذة الكويت صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد.
(وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) سورة النجم(39)
[email protected]