تطالعنا الصحف عن تصريحات وإعلانات صحافية عن مؤسسات الدولة، قد كتبت بلغة ركيكة وغير دقيقة، وهو أمر معيب وغريب، رغم الكم الهائل من القانونيين المفترض مراجعتها من قبلهم قبل النشر، مما قد يسبب البلبلة وسوء الفهم، ويثير مشاعر الاستخفاف والهوان تجاه مكانة هذه الجهة التي تمثل سلطة رسمية للدولة.
ومثال على ذلك ما صدر قبل أيام عن وزارتي الإعلام والمالية عن بيع بالمزاد العلني للجريدة الرسمية «كويت اليوم» مما أثار الغضب في الأوساط الشعبية، ومادة صحافية للتهكم والاستهزاء بالظروف المالية التي أجبرت الحكومة على بيع جريدتها الرسمية، حيث تعتبر «كويت اليوم» الآلية الدستورية والقانونية كشرط لسريان تنفيذ القوانين والإعلانات الرسمية، ولا يمكن الاستغناء عنها، وتبين فيما بعد أن المقصود هو بيع النسخ المسترجعة المتراكمة من أعدادها السابقة، وأذكر إعلانات رسمية للأهالي عن مرور موظفين على المنازل لقراءة عدادات الكهرباء والماء، وهي تخلو من التنبيه على التأكد من الهوية الرسمية الخاصة بهذه المهمة المحددة لقارئ العدادات، حيث قد يستغل هذه الثغرة ضعاف النفوس لاقتحام حرمة البيوت بطريقة سهلة وميسرة.
ومثال آخر وهو الأخطر والأقبح للأسف، وهو ما نقلته «كونا» ونشر صباح امس الأول (الجمعة) عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من بيان تندد فيه بالعمل الإجرامي تجاه الطيار الأردني، وتقول فيه نصا عن الجماعات الوحشية التي أحرقته حيا: «..التي بلغت حدا لا يمكن قبوله في الوحشية والغدر..».
حيث تفتح هذه الصياغة الركيكة التساؤل: هل يعني ان عمليات الحرق والقتل الجماعي بالعشرات وبقر البطون وقطع الرؤوس السابقة، التي اقترفها هذا التنظيم الداعشي، كان مقبولا ومسكوتا عنه ـ وان كان على مضض ـ لكن الآن وفقط ومع هذه الجريمة النكراء بدأ التخطي على الخط الأحمر الممنوع الاقتراب منه؟ قطعا لا تريد الوزارة هذا القول الأحمق، ولكن صياغة البيان لم تكن بتاتا موفقة.
[email protected]